إنَ تفوّه الوالدين بكلمات سلبية أمام الأبناء من أشد الأمور ضرراً وتأثيراً على نفسياتهم وسلوكياتهم في المستقبل، سواء كان ذلك عن طريق إطلاق الشتائم والعنف أو التحدث عن الأمور الجنسية؛ وذلك لأن الطفل في المراحل العمرية الأولى يكون في مرحلة "التشرّب"، فيحتفظ بتلك الكلمات مِن منْ يعتبرهم قدوة له، بل ويعتبرها شيئاً صحيحاً على الرغم أنها عكس ذلك.
فما خطورة الاستهانة بالطفل والتحدث أمامه بسلبية عن أمور لا ينبغي له سماعها؟ وما الآثار المترتبة على ذلك؟
"سيدتي" تواصلت مع مستشارة الطفولة والمدّربة الذاتّية لمرحلة المراهقة نجلاء ساعاتي لتجيب عن تلك التساؤلات:
أكّدت ساعاتي أن الطفل من عمر الثالثة يستطيع أن يعي ويدرك الأحاديث التي تدور في محيطه، ويبدأ بتخزين العبارات التي يفهم ولا يفهم معناها، وعند وصوله لسن العاشرة يقوم باستخراج جميع ما خزنه من خبرات ومصطلحات ويبدأ بالبحث عن معانيها.
ما الآثار المترتبة على نفسية الطفل وسلوكياته؟
• سيجرب الطفل تقليد ماشاهده من الوالدين أو غيرهم كـ"استخدام الألفاظ السلبية أو العنف أو مشاهد الجنس"، دون أن يكون مدرك لمعناها أو مدى خطورتها؛ وهنا لابد من التدخل السريع لتعديل السلوك الخاطيء.
• كما أن لكل فعل ردّة فعل؛ فإنه كلما كانت مدخلات الخبرة عند الأطفال جيدة كلما كانت المخرجات جيدة والعكس صحيح، فالأطفال اللذين يشاهدون استعمال الكلمات السيئة والعنف وغير ذلك سوف يتسبب بحدوث تراكمات في نفسياتهم تبدأ بالظهور في فترة المراهقة أو قبلها كـ"العناد، الغضب، العنف والتنمر" وغير ذلك.
ما الأساليب التربوية التي يؤثر بها الوالدين في تربية الطفل؟
• لابد أن يكون الوالدين قدوة حسنة للأطفال في مرحلة تخزين الخبرات "الطفولة"، وفي حال ظهر أي سلوك غير مرغوب به لابد من استشارة المختصين لتعديل السلوك حتى لا يتأصل.
• لابد من تقديم الاعتذار لأي سلوك خاطيء من قِبل الوالدين لأبنائهم لتأصيل صفة التراجع عن الخطأ.
• تهيئة الجو المناسب والمجتمع الإيجابي الذي يحيط بـ الأطفال والبعد كل البعد عن اختلاط الأطفال بمجتمع وأحاديث الكبار، مع الحرص على عدم إقحامهم في مشاكل الكبار حتى ينموا نفسياً بطريقة إيجابية.