فاجأ فيلم "زيرو" جمهور مدينة طنجة بحصوله على حصّة الأسد في جوائز مهرجان الفيلم المغربيّ، بما فيها الجائزة الكبرى.
فالفيلم الذي أجمع الكثيرون على حرفيّته ومقاربته لموضوع جريء، يمسّ مظاهر فساد في جهاز حسّاس في الدولة، وهو الأمن، أثار الاستياء من حيث حجم وكمّ الكلام السّاقط الذي لم تخفّ حدّته طيلة عرض أحداث الفيلم التي تصبّ في واقع مرّ وقذر.
و"الزيرو" هو لقب البطل الرئيسيّ الذي ينتفض على مظاهر الفساد ليتحوّل إلى بطل، بعدما كان ضعيفاً ومتخاذلاً. وقام بدور "الزيرو" الممثل يونس البوّاب الذي فاز بدوره على لقب أحسن ممثل في دورة مهرجان طنجة الرابعة عشرة التي ينظّمها كلّ عام المركز السينمائيّ المغربيّ.
الفيلم سبقه نجاحه في شبّاك التذاكر الذي وصل الآن حدود الـ 40 ألف متفرّج، منذ بداية عرضه في أقل من شهرين.
وكان متوقعاً لفيلم "ياخيل الله" الذي يُقارب لأوّل مرّة ظاهرة الإرهاب مغربيّاً أن يكون هو المتوّج الرئيسيّ، لكنّه حظي فقط بجائزتي أحسن موسيقى وأحسن صورة، مع فوز الممثل هشام علويّة بجائزة أحسن أداء للدور الرجاليّ الثاني.
وعادت جائزة أحسن سيناريو لفيلم "ملاك" للمخرج عبد السّلام الكلاعيّ الذي قارب موضوع الأمّهات العازبات بكثير من الجرأة. وقد حصلت بطلته الممثلة الشّابة شيماء بنعشة، وهو أول دور بطولة لها في السينما، على أحسن دور أوّل في المهرجان.
أمّا جائزة الفيلم الأوّل فعادت إلى الفيلم الوثائقيّ "تنغير جيروزاليم أصداء الملاح" الذي يتناول قصّة تعايش اليهود المغاربة في منطقة "تنغير" جنوب المغرب.
ويبدو جليّاً أنّ التوجّه العام في مكافأة الأعمال السينمائيّة تركّز أساساً على تجاوز التابوهات في المجتمع، وعلى مدى جرعة الجرأة والإثارة التي يقدّمها الفيلم؛ والغرض أساساً هو إيجاد سوق تجاريّ للفيلم، يخدم هذه الصناعة الجنينيّة في المغرب، دونما اعتبار للذوق العام أو الحساسيّات المختلفة التي ينضوي تحت لوائها مغرب الألفيّة الثالثة.
نقطة ضوء جميلة، اختتم بها المهرجان، هي لحظة تتويج الممثل القدير الراحل محمد مجد، حيث حصل على جائزة أحسن دور رجاليّ ثانٍ في فيلم "زيرو". وخصّت الدكتورة غيتة الخيّاط عضوة لجنة التّحكيم الراحل بكلمة ذكّرت فيها بخصاله الإنسانيّة ومساره الإبداعيّ المميّز، وسط وقفة إجلال من جمهور القاعة الغاصّة بالسينمائيين ومتتبّعي الفنّ السّابع.
أمّا جائزة الدور النسائيّ الثاني فذهب أيضاً إلى فيلم "زيرو"، وإلى الممثلة سونيا عكاشة التي تظهر لأوّل مرّة في فيلم مغربيّ، وقد أدّت دورها بكثير من الجرأة والثقة.
أمّا جوائز الفيلم القصير فقد كانت من نصيب فيلم "الهدف"، كأحسن فيلم قصير، ومدّته 21 دقيقة، للمخرج منير عبّار، بينما عادت جائزة لجنة التّحكيم إلى فيلم "ندور" لمحمد مونة. وذهبت جائزة أحسن سيناريو إلى فيلم "فوهة" لمخرجه عمر مولدويرة.