يقول الكاتب الأمريكي «ألكسندر إليت»: «كل صورة عظيمة ترينا شيئاً نبصره بالعين مع شيء ندركه بالبصيرة، فهي تجمع بين البصر والبصيرة»، وبلا شك أنّ الملايين أعجبوا بالصورة التي أُطلق عليها اسم «زهور الحجيج»، وتظهر فيها مظلات ملونة وزاهية تغطي الحجيج في صفوف منتظمة، وانتشرت تلك الصورة في مواقع التواصل الاجتماعي في موسم الحج، وانبهر الكثيرون بما حملته من فنٍ عصري مغلف بطابع روحاني يلامس النفس البشرية أياً ماكانت، إلا أن معظم روّاد مواقع التواصل لم يدركوا أنّ تلك الصورة حازت على جائزة «ناشونال جيوغرافيك» في المركز الأول، وإنّ خلفها شاباً سعودياً موهوباً.
عمار الأمير، شاب سعودي حاصل على بكالوريوس هندسة/ حاسب آلي بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، ويعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون مخرجاً تلفزيونياً، وهو عضو في منظمات تصوير عالمية، منها الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي (FIAP)، والاتحاد العالمي للمصورين (GPU)، وجمعية التصوير الفوتوغرافي الأميركية (PSA)، وعضو في نادي عالم التصوير الفوتوغرافي (WPG)، ابتدأ شغفه مع التصوير في عام 2005م، وذلك حين اقتنى أول كاميرا رقمية بغرض توثيق المناظر الطبيعية والخلابة أثناء رحلاته، ومن ثمّ أصبح التصوير هوايته المفضلة فتعلمها وسبر أغوارها، إلى أن أصبح مُلماً بالقواعد الفنية لالتقاط الصور الجيدة والمدهشة، وأظهرت عدسته زوايا خاصة لمكة المكرمة بشكل مختلف لم نره من قبل، كما برزت قدرته الفنية العالية من خلال التقاطه صوراً وأفكاراً فريدة من مناطق وبقاع مختلفة في العالم، بل وأصبح مشاركاً في العديد من المناسبات المحلية والعالمية؛ حيث أخبر عن ذلك قائلاً: «لا بد من أن تتكرر المناسبات، ولا بد من أن تتجدّد الصورة، الروح لا تقف عند منعطف التكرار، بل تقفز لتُغري المصوّر بومضة يسيل لها لعاب الكاميرا».
وأثنى عمّار على الجهود الشبابية السعودية في مجال التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى حضورهم في المناسبات والمعارض الدولية لاسيما في الهند وأفريقيا، وحصولهم على الكثير من الجوائز، على الرغم من ندرة النوادي المتخصصة في المملكة العربية السعودية.
يُذكر أنّ عمار يحظى بمتابعين يزيد عددهم على 42 ألفاً في موقع «انستقرام»، كما أنه أهدى أخيراً صورته الفائزة لأمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل.