لكل مجتمع في السعودية عادات وتقاليد يتبعها في أموره الحياتية المختلفة، ومن ضمن هذه العادات والتقاليد التي انتشرت مؤخراً في عدد من محافظات وقرى المنطقة الشرقية في السعودية، خاصة في الأعراس والزيجات، شرط طلب البنات المقبلات على الزواج التعرف على الزوج الذي يتقدم لخطبتهن من خلال الاطلاع على المعلومات الشخصية التي تخصه، ويكون ذلك عبر تقديم ورقة السيرة الذاتية، بغرض معرفة كافة التفاصيل وما تحمله السيرة الذاتية من بيانات لتحديد مدى القبول أو الرفض، وذلك قبل عقد القران كشرط من شروط إتمام مراسم الزفاف.
الخطابة أم عادل قالت في حديثها لـ"سيِّدتي": إن هذا الشرط جاء نتيجة للتغيرات التي حدثت في الحياة، وتنوع مصادر الدخل، وارتفاع مستوى المعيشة، لذلك تغيرت مراسم الخطبة عن الماضي، فلم يقتصر الأمر على مسألة أن الزوجة يمكنها تحديد موافقتها على الزواج من خلال التعرف على سلوكيات الزوج وعاداته الاجتماعية، الأمر أصبح يختص بمعرفة تفاصيل المعلومات الشخصية المهمة.
وبينت أم عادل أن شرط طلب السيرة الذاتية في الزواج من قبل البنات من الشروط الحديثة، بغرض معرفة أدق التفاصيل التي تخص الزوج، سواء من الناحية العلمية، أو العملية، فالكثير من الفتيات المقبلات على الزواج، خاصة الموظفات، أو المتعلمات، اللواتي يحملن مؤهلات دراسية عالية، أصبحن يحرصن على معرفة هذا الأمر؛ لأنه يحدد شخصية الزوج، لذا هنَّ يردن أن يكون الزوج بمستوى تعليمهن.
وختمت أم عادل حديثها حول إحدى الفتيات، التي تعمل في القطاع الصحي عندما طلبت منها أن تجد لها عريساً، يكون شاباً، وحددت شرطاً أن يقدم لها صورة من سيرته الذاتية التي تحمل كافة التفاصيل لتحديد رغبتها في الموافقة أو الرفض؛ نظراً لحرصها على معرفة المؤهل الدراسي وتاريخ الميلاد والخبرات العملية التي يمتلكها الشخص الذي يرغب في الزواج منها.
أما الفتاة ساهر العواد، فقالت: إن معظم حالات الطلاق قد تحصل بسبب اختلاف المستوى التعليمي بين الزوجين، لذا لا يجب أن تتم الموافقة على أساس معرفة العادات الاجتماعية أو العائلية للزوج، بل حتى معرفة النجاحات التي حققها خلال مسيرته العلمية والعملية.
أما خديجة الوباري، فتؤيد فكرة شرط السيرة الذاتية، حيث قالت: على الفتاة أن تحرص على هذا الشرط؛ لأنها قد تُصدم عندما تعلم بأن زوجها لا يحمل مؤهلات دراسية تواكب مستواها العلمي، وهذا الاختلاف في التعليم قد يؤثر على علاقتهما مستقبلاً، خاصة إذا وضعنا في الحسبان أن هناك بعض الأزواج يشعرون بالغيرة والحسد من زوجاتهم عندما يعلمون بأنهن يتفوقن عليهم دراسياً، مشيرة إلى أن هذه الفروق قد تخلق نوعاً من المشاكل وعدم التفاهم بينهما، وقد تتفاقم ويحدث بينهما الطلاق، وهي لا تريد أن تخوض تجربة الزواج، ثم تفشل.
بينما قال الأخصائي الاجتماعي منير الخالدي: لابد للمقبلين على الزواج، خاصة الفتاة، من درس خطواتها جيداً، وعدم التسرع في اتخاذ قرار الارتباط، خاصة عندما تعلم بأن زوجها يقل عنها من حيث المستوى التعليمي؛ لأن ذلك قد يقلب حياتها إلى جحيم يصعب التخلص منه، ويلقي بظلاله سلباً على الأولاد فيما بعد.
وأضاف الخالدي: من الأمور الأساسية الّتي ينبغي أن تتوافر في الزوج الأهلية، وتحمل المسؤوليّة، والاستقلاليّة في الحياة، والتقارب في التوجهات الفكرية، وامتلاك قدر من الأخلاق والإيمان لكي يلتصق كل واحد منهما بالآخر، ليس جسدياً فقط، بل روحياً وفكرياً وثقافياً أيضاً، فهي حياة تستدعي احتكاكاً دائماً في الليل والنهار، واندماجاً كلياً يؤثر في مزاج كل واحد منهما وفي حاجاته وعلاقاته.