أقيم في العاصمة الإسبانية مدريد معرضاً للمخرج الإيطالي الراحل «فيديريكو فيلليني» ويجمع المعرض 50 رسماً وسكتشاً للمخرج فيلليني، الذي امتهن رسم الكاريكاتير في بداياته، وقد كان مهووساً بتصوير أحلامه بصورة أساسية، مثل الحيوانات البرية في السجن، والأنفاق التي تنهار، والسلالم والدراجات، وغيرها من المناظر التي احتوتها الأعمال المعروضة، وقد تسّربت إلى أفلامه وإعلاناته التجارية التي كان يخرجها، ونظراُ لحب الشعب الإسباني له خصوصاً فسوف يستمر المعرض لثلاثة أشهر مفتوح الأبواب أمام محبيه والنقاد أيضاً.
ما يلاحظ على لوحات فيلليني في المعرض أنها يمكن النظر إليها من أكثر من زاوية، وهي ذات الطريقة التي استخدمها في كتابة سيناريوهات الأفلام التي قام بتقديمها، وقد اعتاد فيلليني أن يعرض الأحلام التي يراها في المنام من خلال أفلامه، ومن خلال رسوماته فكان لابد أن تجمع هذه الرسومات وتقدم في معرض خاص به، وهو أقل ما يستحق مخرج بقامته الفنية.
فقد واظب فيلليني على كتابة يوميات الصحو والنوم منذ عام 1960، وكان يسجّل فيها معظم ما يراه في المنام وفي الواقع أيضاً بعد رسمه، وهي الطريقة التي اتبعها حين كان يخلّق شخصياته ومشاهده في السينما، وقد صدر كتاب يحمل بعضاً من هذه المشاهدات الحقيقية والمتخيلة أو المرئية في الحلم، والكتاب يحمل اسم «كتاب الاحلام» وصدر في العام 2008.
المخرج الإيطالي الراحل «فيديريكو فيلليني» استقى معظم قصص أفلامه من سيرته الذاتية، وقد قال في ذلك: إن كنت سأصنع فيلماً حول حياة شخص ما، فهي بالمحصلة ستكون حياتي.
وقد بدأ فيلليني مسيرته الفنية بالعمل ككاتب كوميدي لصالح الممثل ألدو فابريزي، ثم تعرف على الممثلة «جوليتا ماسينا» وتزوجها في العام 1943، وهي التي ظهرت لاحقاً في عدد من أفلامه، ووصفها بأنها المرأة الأكثر إلهاماً لأعماله، وتوفيت بعد وفاته بخمسة أشهر بسبب إصابتها بالسرطان.
وقد قدم المخرج الإيطالي، الموصوف بأنه غريب الأطوار، العديد من الأفلام التي أثارت النقاد والمستقاة من حياته، حيث اتهم بالنرجسية أيضاً، ورغم ذلك فقد كُرم في حفل جوائز الأكاديمية في مارس من العام 1993 حيث حصل على أوسكار خاص عن مجمل أعماله في صناعة الأفلام، وهي الجائزة التي أهداها لماسينا زوجته الحبيبة في كلمته حين تسلمها، وقد توفي في نفس العام وبعد أن احتفل باليوبيل الذهبي لزواجه من ملهمته «جوليتا ماسينا» وبعد أن حصد خمس جوائز أوسكار.