عاشت الأميرة ديانا قصّة حبّ متبادلة مع الكاميرات، حتّى ماتت بهذا الحبّ. شاركتنا ديانا آلامها وأحزانها وأفراحها أمام الكاميرات، في ما لم تبخل على العالم بمشاركته اضطراباتها الرومانسيّة وخيانتها لزوجها، فكسرت وتمرّدت على العائلة الملكيّة بقوّة الإعلام.
وها هي المغنية ريهانا تسير على خطى ديانا؛ فالكاميرا تعشقها، فوقعت في فخها، وبدأت بمشاركة العالم كلّ مشاعرها، لحظة بلحظة.
ربّما لا يُمكننا رؤية التشابه بين الأميرة ومغنّية البوب، من النظرة الأولى. لكن في الواقع، هما تتشاركان حبّ الكاميرا، والاضطرابات العاطفيّة، كما أنّهما تُعتبران رمزاً للأناقة؛ كلّ واحدة على طريقتها، وبأسلوبها الخاصّ.
فالنجمة السمراء تعلّمت من الأميرة ديانا التقاط الصور لإرسال رسائل التحدي، أو للجذب والانتقام من الشريك الخاطىء. فالأميرة ديانا وريهانا علقتا في مثلث الحبّ الملتهب؛ الأولى بسبب علاقة الأمير تشارلز مع كاميلا، وهي مع دودي الفايد؛ أمّا ريهانا فهي عالقة بعلاقتها المضطربة مع النّجم كريس براون الذي ضربها، عام 2009، ثمّ دخل في علاقة حبّ مع أخرى، فلم تتمكّن ريهانا من تخطّي مشاعرها تجاهه، بالرغم من فضيحتها العلنيّة، بل حاولت بكلّ ما لديها أن تعود إليه، وأن تجعل العالم يُسامحه.
كذلك أدّى عجزالأميرة ديانا وألمها من العزلة داخل العائلة المالكة إلى توجّهها نحو الواجبات الاجتماعيّة والخيريّة، حيث قامت بجذب المصوّرين نحوها، بشكل أكثر من أيّ وقت مضى. فوسائل الإعلام العالميّة زادت أضعافاً من حولها بسبب شعبيّتها، بالرغم من أنّ المشكلة في عصر ديانا أنّه لم تكن مواقع التواصل الاجتماعيّ قد دخلت عالم الوجود، مثل "أنستغرام" أو "فيس بوك" و"تويتر"، لتبادل الصور ونشرها وتوجيه رسالة محدّدة لأحد ما، سواء أكان عدواً أم صديقاً، في غمضة عين، كما تفعل ريهانا، من دون وساطة المصوّرين المحترفين. فهذه الصور تكون عبارة عن سيرة ذاتيّة، تكتبها المغنّية بخليط من المشاعر المتقلّبة والاندفاعيّة والمزاجيّة.
من جانب آخر، زادت سرعة توثيق حياة ريهانا في الأشهر التالية، ابتداءً من لمّ شملها مع كريس براون، في شهر أكتوبر، وصولاً إلى الذروة، خلال إجازتها في بلدها الأمّ "باربادوس"، حيث استأجرت منزلاً فخماً لقضاء عطلة الأعياد، وبدأت بنشر صورها بملابس البحر المثيرة، فيما تركت الصور الباقية لعدسات البابارتزي الذين يُلاحقونها كلّ الوقت، قبل أن تظهر ريهانا سريعاً، في صور أخرى، يراها العالم أجمع فيها حزينة وكئيبة على الشرفة، مثل صور ديانا في رحلتها الوحيدة إلى "تاج محل".
ويرى البعض أن الصور المثيرة وشبه العارية التي تنشرها ريهانا، ما هي إلا إسقاط لمشاعرها النفسيّة.
الأميرة ديانا وريهانا هما في الأصل شديدتا الحساسيّة، وتشعران بالجرح الكبير. لكنّهما اكتشفتا ببطء عشق الكاميرا لهما، فوضعتا حياتهما كشيء أمام عدسة الكاميرا، وأبدعتا علاقة خاطئة مع الكاميرا والجمهور، وبدأتا بتفكيك نفسيهما أمام الكاميرا للبحث عن الحبّ والأمان النفسيّ.