تشتهر باريس بنهر السين الذي بُنيت بمحاذاته أجمل الساحات والمعالم السياحية، والذي يُشتهر بسفنه العائمة Les Péniches التي لا تُستعمل فقط كمطاعم عائمة أو وسائل تنزّه للسياح. بل تختار الكثير من العائلات هذه السفن لتنظيم الأعراس على متنها. إذ يمكن للمدعوين وللعريسين التمتع بأجمل المناظر والمعالم التاريخية التي تزخر بها باريس. وتأتي القصور الأثرية في المرتبة الثانية، حيث يفضل عدد كبير من الفرنسيين تنظيم أعراسهم في القصور التي يعود تاريخ تشييدها إلى القرون الوسطى وبداية عصر النهضة. تتميز القصور بحدائقها الشاسعة ذات التصاميم الرائعة، وهندستها المعمارية المميزة، ما يمنحها سحرًا خاصًّا، ويجلعها من أكثر الأماكن ملاءمة لإقامة الأعراس الفخمة.
أجمل السفن العائمة على مياه نهر السين:
تتميز معظم السفن العائمة بمساحاتها الواسعة وديكوراتها العصرية والفاخرة. ومن أشهرها سفينة "الماسة الزرقاء" Le Diamont Bleu التي تتسع مساحتها لما بين 400 و450 مدعوًّا. تتميز بديكور يضاهي ديكور اليخوت الفاخرة. تبلغ مساحة جسره العلوي 350 مترًا مربعًا، ويتضمن صالونًا بانوراميًّا مساحته 450 مترًا مربعًا، تتوسطه حلبة رقص كبيرة. قامت بتصميم ديكوره الداخلي والخارجي، مصممة الديكور الفرنسية بولين داران Pauline Dharan. ويتألف طاقم الطهاة التابع للسفينة المتخصص مع طلبات وأذواق الزبائن، مِن خلال تشكيلات من الأطباق المتنوعة من الطهو الفرنسي الفاخر. ويشرف على مطبخ هذه السفينة شيف حاصل على نجمة من دليل "ميشلان" المرجعي في مجال الطبخ الراقي في فرنسا.
كل هذه العوامل تجعل من هذه السفينة واحدة من أفخر المطاعم العائمة على مياه نهر السين، وتبلغ أسعار العشاء والسهرة عليها إلى 180 يورو للشخص الواحد، من خلال برنامج متنوع يمتد من الساعة السابعة والنصف مساءًا إلى الواحدة بعد منتصف الليل.
ولع الفرنسيين بالقصور :
رغم وجود عدد من الصالات الفاخرة المخصصة بحفلات بالاعراس، إلّا أنّ غالبية الفرنسيين يفضّلون تنظيم أعراس الزواج في القصور، وبالأخص منها تلك التي تقع في المناطقة الريفية القريبة من باريس. ذلك نظرًا للشحنة العاطفية والجماليات التاريخية التي تتميز بها هذه القصور؟. فضلًا عن الخدمات العملية الراقية التي توفرها. كما أنّ هذه القصور تضم مجموعة غرف، بما يسمح لأصحاب الأعراس بتوجيه الدعوة لعدد كبير من الضيوف لقضاء الليلة هناك بعد انتهاء حفلة العرس.
ويعدّ قصر فرساي الذي كان المقر التاريخي لملوك فرنسا قبل الانتقال الى النظام الجمهوري، أشهر القصور الباريسية بلا منازع. يمكن تأجيره لتنظيم حفلات الأعراس، لكنّ ذلك يقتصر فقط على العائلات والشخصيات المقتدرة جدًّا ماديًّا، نظرًا للتكلفة الباهضة لإشغال القصر. فضلًا عن التأمينات المختلفة لأثاثه وأجنحته التاريخية المحميّة. من أشهر الشخصيات التي أقامت أعراسًا لابنائها في قصر فيرساي، رجل الاعمال الهندي لاكشمي ميتال.