بعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المحرك والمؤثّر الأول لعالمنا وسلوكياتنا، باتت قضايا الرأي وجرائم المعلوماتية هي الأولى أيضًا في المحاكم عالميًّا.
وفي حادثة غريبة من نوعها تحوّل منشور عنصري نشره أحد الطلاب في مدرسة أمريكية في أيار المنصرم، إلى قضية رأي عام، بعد أن وصل إلى القضاء وتسبب بطرد 5 طلاب.
وفي التفاصيل، فقد قام أحد طلاب مدرسة "ألباني" الثانوية في منطقة باي، ضمن مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، بنشر صورة لزميل له في المدرسة ذي بشرة سوداء، وقد وضع عليها حبل مشنقة، إضافة إلى صورة مدرّب للطلبة في المدرسة عينها.
تغريدة أوباما عن العنصرية تحطم الرقم القياسي في "تويتر"
وبعد أن ظهرت الصورة عند بقية الزملاء في المدرسة، أقدم 5 طلاب على الضغط على رمز الإعجاب عليها، ما أعتبرته المدرسة مشاركة فعلية بالتصرف العنصري وقامت بطردهم.
وبدورها دعمت المحكمة الفدرالية الإجراء التي اتخذته المدرسة بطرد الطلبة، وتم منذ يومين دحض دعوى الطلبة الذين اعتبروا أنّ ما فعلوه يُعتبر ممارسة طبيعة لتعبيرهم عن آرائهم، وأنّ قرار الادارة يُعتبر انتهاكًا لحقهم في حرية التعبير عن الرأي.
وفي السياق عينه، أوضح محامي أحد الطلبة الخمسة، وهم أغلبهم من العرق الآسيوي، الذين تم توقيفهم عن الدراسة، أنّ الإعجاب بالصورة المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي، لا يعني تبنّي الموقف أو المضمون المطروح ، وهو أمر طبيعي جدًّا، إلّا أنّ المحكمة أكدت أنّ نشر الصورة والإعجاب بها، يندرج ضمن التمييز العرقي ويساهم في التفرقة، وهو أمر يخالف القوانين الأمريكية.
يشار إلى أنه بعد الحادثة العنصرية هذه، قام طلاب المدرسة الثانوية وعائلاتهم بالاعتصام داخل المدرسة، وحمل الصور المناهضة للعنصرية والتمييز العرقي.
يُذكر أنّ أحدًا لا يعرف من هو صاحب الحساب الذي بدأ ينشر الصور منذ عام 2016 على انستقرام، إلا أنه من المؤكد أنه تلميذ في المدرسة، لأنّ جميع متابعيه هم من المدرسة عينها فقط.