رغم مرور أكثر من 6 سنوات على آخر مداخلة تليفونية للنجمة شادية ببرنامج "واحد من الناس"، إلّا أنها مازالت مثارًا للجدل حتى الآن، خصوصًا وأنّ النجمة المحبوبة قطعت بها عزلتها الإعلامية التي استمرت على مدار عشرين عامًا.
لأول مرة كشف الإعلامي عمرو الليثي كواليس المداخلة الشهيرة عبر بيان صحافي جاء فيه: فى يوم موقعة الجمل ذهبت إلى استديو قناة دريم، في ذلك اليوم كان أغلب البرامج التلفزيونية لا تعمل عدا برنامجي «واحد من الناس»، الذي كان يعمل من الساعة الثامنة مساءًا وحتى الثالثة صباحًا كل يوم. فكّرت أن أكلّم شادية فتحدثت مع صديقي الفنان أشرف زكي، وطلبت منه أن يستأذنها كى أتصل بها، واتصلت بها قبل الهواء، وردت عليّ بصوتها العذب الجميل: (مساء الخير يا مدام شادية.. مساء الخير، قلت لها: أنا عمرو الليثي.. قالت لي: أهلًا، إزيك يا ابني، قلت لها: إزاي حضرتك يا أمي؟، أخبار حضرتك إيه؟.. قالت لي: الحمد لله..
وقالت لي: بس أنا والله متضايقة جدًّا يا ابني من اللي بيحصل، والله وحزينة، معقولة اللي بيحصل ده، معقولة إنّ ده يحصل فى مصر، إنّ المصري يقتل أخوه أو يضرب أخوه؟!!، أنا حزينة جدًّا. قلت لها يا أمي إن صوتك دلوقتي هايكون مهم جدًّا إنه يطلع للنور ويطلع للناس، أنا عارف إنك إنتي معتكفة بقالك أكتر من عشرين سنة، ورافضة إنك تطلعي في أي وسيلة إعلامية، لكن أنا بشوف النهارده إن دورك الوطني أهم بكتير جدًّا، وإن رسالتك اللي هاتبعتيها للناس ممكن تضمّد جراح ويلتف حولها المصريون. الحقيقة مخدتش وقت- كما أذكر- وأنا في هذه المكالمة إلا ولقيتها بترد عليّ، وبتقول لي ببساطة: عمرو كلمني يا ابني أنا هاطلع معاك على الهوا)، وكانت مؤثّرة جدًّا جدًّا بالنسبة لي في هذه اللحظة، أن توافق هذه الفنانة الإنسانة المصرية الأصيلة المحتجبة والمبتعدة عن الأضواء، أن تظهر للإعلام مرة أخرى في لحظات صعبة من تاريخ الوطن، كان ذلك يدل على نبلها ووطنيتها، وما هي إلّا لحظات وكنت على الهواء مباشرة، قبلها بقليل طلبت من مخرج البرنامج وقلت له: من فضلك هذا التليفون تليفون أرضي، اتصل به، ولما يرد عليك المجيب، قول إنّ إحنا مع عمرو الليثي، وعاوزين نكلم مدام شادية، وأول ما تكون مدام شادية على التليفون دخلهالي على الهوا.. فلقيت المخرج هز رأسه متعجبًا: شادية؟!!، فرديت عليه: أيوة.. قال لي: ووافقت؟!..
يكمل عمرو الليثي قائلًا :"رديت عليه بابتسامة: كلّمها.. وفعلًا أذكر أنّ المخرج نفذ اللي طلبته منه حرفيًّا وبدأت الحلقة .. أول ما طلعت على الهوا، وكان ضيفي فى هذه الفقرة أذكر الدكتور مصطفى الفقي، يكمل الليثي في بيانه الذي أصدره منذ دقائق: "بعد لحظات قليلة جدًّا لقيت المخرج على «الإير بيس» بيقولي مدام شادية معانا يا عمرو.. وكنت متفق معاه قبلها على أنه إذا جاءت شادية فأرجو إنك قبل ما تدخّلها على الهوا نذيع لها أغنية يا حبيبتي يا مصر، وفعلًا بدأت الحلقة وأول ما بدأت رحبت بضيفي وقلت له: من فضلك خلينا يا دكتور مصطفى نستمع إلى هذه الأغنية، أظنها بتعبّر عن كل المصريين، وفعلًا أُذيعت أغنية يا حبيبتي يا مصر وانتهت الأغنية، وقبل ما أستكمل حواري مع الدكتور مصطفى الفقي، قلت لهم هذا الصوت العذب الجميل الذي استمعنا إليه، هو صوت العظيمة شادية التى أحبّت مصر فأحبّتها مصر"..
معانا على التليفون الفنانة الكبيرة شادية، فوجئت برد فعل كبير من دكتور مصطفى الفقي على الهواء، حيث قال لي: معقولة معانا على الهوا؟!!، قلت له: أيوة يا دكتور معانا على الهوا.. مدام شادية أهلًا بيكي، وجاءت هذه المكالمة التليفونية الصادقة المعبّرة عن حال أم مصرية مكلومة، تشعر بأنه من الممكن أن يحدث تناحر بين مواطنين مصريين، لكن لم تكن شادية تخشى إلا على حياة المصريين من صراعهم مع بعضهم البعض في هذه اللحظات.. كانت تحب مصر حبًّا جمًّا.. واختتم عمرو الليثي بيانه بقوله :"رحم الله شادية وأسكنها فسيح جناته".