من الطريف أن يدخل المرء أحد المباني من كندا ليخرج إلى أميركا أو العكس، وهذا هو الحال مع مبنى مكتبة ودار أوبرا هاسكل فري، والذي يعد جسراً بين دولتين، إذ يقع نصفه في الولايات المتحدة والنصف الآخر في كندا، فهو المبنى الوحيد الواقع على الحدود الدولية بين البلدين. حيث يقع المبنى على الخط الفاصل بين مدينة روك أيلاند في مقاطعة كيبك الكندية، وبين دربي لاين في مدينة فيرمونت الأمريكية. وقد أعلنت الدولتان المبنى إرثاً تاريخياً في السبعينيات من القرن الماضي.
وللمبنى الفريد من نوعه قصة، إذ كان مبنى المكتبة ودار الأوبرا هدية للبلدين من السيدة مارثا ستيوارت هاسكل، وقد شيدت المكتبة ودار الأوبرا تخليداً لذكرى والديها. أرادت عائلة هاسكل أن يكون للمواطنين الكنديين والأمريكيين فرصة متساوية في الوصول إلى المكتبة ودار الأوبرا، لذا تم إنشاء المبنى على الحدود، حيث بدأ العمل في تشييده عام 1901 وافتتحت دار الأوبرا في المبنى نفسه عام 1904، أما المكتبة فقد تم افتتاحها عام 1905.
يذكر أن للمكتبة اليوم مدخلين مختلفين (مدخل من كل دولة)، وللمبنى عنوانان، أحدهما على 93 كاسويل أفنيو في الولايات المتحدة، والآخر على 1 تشرتش ستريت في كندا، كما يتوجب على من يرغب في العبور من إحدى الدولتين إلى الأخرى من داخل المكتبة أن يتوقف أولاً عند مكتب الجمارك التابع للدولة التي يود الدخول إليها، والخط المغطى بشريط لاصق أسود الذي يمر عبر أرضية المكتبة، هو الخط الحدودي الفاصل بين البلدتين الكندية والأميركية، وهذا سرّ قوة مكتبة هاسكل واختلافها عن غيرها، فهي تستمد تميزها من قدرتها على جمع شمل الناس، رغم الخط الحدودي، الذي يمر في منتصفها، وهي المكان الوحيد في العالم الذي قد تجلس فيه في دولتين بآن واحد.
مبنى واحد في بلدين.. كندا وأمريكا
- أخبار
- سيدتي - نت
- 02 ديسمبر 2017