"هاربن" مدينة باردة للغاية، ترتدي الأبيض طويلًا، وتتحوَّل كلِّ شتاء، ولمناسبة "مهرجان الجليد"، إلى أحد أبرز عناوين السياحة الشتويَّة في العالم. ويُنظَّم هذا المهرجان في 5 يناير/ كانون الثاني، ويستمرُّ لشهر.
تبدو "هاربن" مكانًا يسحر الأنظار خلال "مهرجان الجليد"، حيث تتعدَّد في كلِّ مُتنزَّه من متنزَّهاتها الوافرة منحوتات الجليد الباهرة. كما تُزيِّن الألعاب الناريَّة والقناديل سماءها. ولعلَّ المكان الأكثر شعبيَّة في "المهرجان" يتمثَّل في قرية "عالم الجليد والثلج"، وهذه الأخيرة تبعد نحو 15 كيلومترًا من المدينة.
"سيدتي. نت" يأخذ قارئاته إلى هناك، قبل موعد المهرجان، ليُعرِّفهن على أبرز محطَّاته. علمًا بأن كثيرين يتقاطرون إلى هذه المدينة الصينيَّة، منذ ديسمبر/ كانون الأوَّل/، لرؤية التحضيرات المرافقة للحدث السنوي.
مسابقات عالميَّة في النحت
"هاربن" تشتهر بكونها المدينة الرئيسة في الصين، وفي آسيا الشمالية الشرقيَّة؛ تتعدَّد الألقاب التي تُطلق عليها، ومن بينها: "موسكو الشرق"، و"سان بيترسبرغ الشرق" و"باريس الشرق" بفضل هندستها المعماريَّة، كما تُلقّب بـ"مدينة الجليد" بسبب فصل الشتاء الطويل فيها. ويقصدها السائحون خصوصًا في الشتاء، لمعاينة فعاليات "مهرجان الجليد"، مع الإشارة إلى أن مسابقات عالميَّة في النحت على الجليد والثلوج تقام كل عام، ضمن هذا المهرجان.
تُفيد "هاربن" من مناخ قاري خاضع لتأثير الرياح الموسميَّة؛ فشتاؤها بارد للغاية وجاف، ما يسمح بتنظيم مهرجان النحت على الجليد والثلوج منذ سنوات. علمًا بأن هذه المنحوتات تبقى على حالها لشهر .أمَّا صيفها فحار وماطر.
أماكن ونشاطات في "هاربن"
| "جيل سي": يمتدُّ هذا المعبد على مساحة 57 ألف متر مربع، وهو مُزوَّد بأربعة مداخل، ويُصنَّف بأنَّه أحد أكبر المعابد في شمال شرق الصين. ويتوسَّطه نصب ذهبي ضخم لـ"بوذا"، وبرج أو "باغودا" جذَّاب.
| طريق "زونغيانغ": طريق مُخصَّصة للمشاة، تمتلك خصائص لافتة، ومن بينها: حضن الأبنية ذات الهندسة المُتأثِّرة بالعمارات الروسيَّة، فضلًا عن مجموعة من المحال التجاريَّة، التي تبيع البضائع الروسيَّة، وبعض القطع الصينيَّة المُميَّزة، وبعض المراكز التجاريَّة...
| "جزيرة الشمس": تقع في الجهة الخلفية لنهر "سونغهوا"، ويمكن الوصول إليها من خلال عبور جسر، بواسطة العبَّارة الرقم 5، أو بكلِّ بساطة عبر قطع المياه الجليديَّة سيرًا على الأقدام... وهناك، تتعدَّد المنازل ذات الهندسة الروسيَّة، كما المتنزَّهات الجديرة بالزيارة. وفي أثناء "مهرجان الجليد"، تكثر المنحوتات المُوزَّعة بين جنباتها...
| نهر "سونغهوا" الجليدي: يتحوَّل هذا النهر في الشتاء إلى مكان صاخب، وليس مبالغة وصفه بالمكان الأكثر حركةً في المدينة. وهو يقدِّم لزائره النشاطات الآتية: النزهات على ظهور الجياد أو بواسطة سيَّارات الثلوج أو سيَّارات الدفع الرباعي ورياضات الشتاء، كما مشاهدة الطائرات الورقيَّة المُلوَّنة والصيادين الذين يصطادون السمك من تحت الجليد. وفي المساء، يحاكي هذا العنوان مسرحًا للتسلية والترفيه، مع إطلاق القناديل الورقيَّة، التي يتم تدوين الأمنيات عليها، في السماء.
| "مُتنزَّه النمور": يُمكن تشبيه هذا المُتنزَّه بـ"جوراسيك بارك" في فيلم المخرج ستيفن سبيلبرغ الشهير. وبواسطة الباص المُزوَّد بنوافذ مُشبَّكة، يتعرَّف الزائر إلى مكوِّناته، من النمور وبعض الأسود، التي تحيا طليقة، مع صغارها...
شاركونا تعليقاتكم...