ما يزال "أسبوع ميلان للموضة" متواصلا بإيقاع متسارع وعروض صاخبة ترسم ملامح الموضة للشتاء والخريف القادمين وتكمل مسيرة الأسابيع الأربعة التي تحط رحالها الآن في "مدينة ميلان" لتنتقل بعدها إلى المحطة الأخيرة "باريس" .ولا يختلف إثنان على ان عرض المصمم "جورجيو أرماني" هو واحدا من النقاط المضيئة في هذا الأسبوع والموعد الذي يتفق عليه جمهور النخب والمشاهير والنجوم , ويبدو ان "ارماني" لم يخيب ظن جمهوره هذه المرة أيضا حيث حملت مجموعته عنصر المفاجأة وجاءت بمزيج متناغم من سحر الشرق وملامح موضة العشرينات , ويكاد المرء يحار في إسم البلد الذي استوحى منه مجموعته , هل هي تركيا؟ وعصر السلاطين مثلا ؟
ربما , رغم انه لم يبح بأسرار مجموعته واكتفى بالإبتسام وهو يراقب علامات الإعجاب مرتسمة على وجوه الحاضرين. وعموما يمكن القول ان الثياب الفضفاضة ومظهر الثياب المنحوتة والمتصلبة هما أبرز ملامح هذه المجموعة وقد ظهر هذا واضحا في الفساتين المصنوعة من قماش القطيفة وسراويل الموهير الفضفاضة والتنورات والجاكيتات والمعاطف الصوفية الناعمة ذات الخطوط العشرينية .
وقد أرسل المصمم عارضاته بسلسلة من الثياب التي تخطو بهن سنوات بعيدة إلى الوراء وتعيد آلة الزمن إلى عصر الأنوثة والسحر والغموض وقد نجحت الإكسسوارات في إكمال رسم الطلة وخاصة الإستعمال الذكي للقبعات وأغطية الرأس المزينة بحبات الكريستال وبالدبابيس المزخرفة , وجاءت الأحذية الخفيفة واطئة الكعوب كي تؤكد على شرقية العرض وكذلك الحال مع الأقراط الملونة الطويلة .أما الألوان فانها قد ابتعدت بعض الشئ عن ألوان "ارماني " الرمادية والزرقاء وجاءت بتدرجات الكريمي والوردي الناعم مع لون الشوكولا الغني والأخضر والبرغندي والبنفسجي والأزرق الكحلي والأحمر وألوان المجوهرات الشرقية الأنتيك .
نعرض أمامك بعضا مما قدمه "أرماني" في "اسبوع ميلان ".. فهل تجدين انها عشرينية الملامح ؟ أم شرقية الهوى ؟ وأي بلد شرقي يختبئ خلف خطوطها وألوانها ؟ الحكم لك: