حلقتان عرضتا من برنامج "ذا فويس كيدز" كانتا كفيلتين لتضعان المشاهد أمام حقيقة أنّ البرنامج فقد وهجه، إذ أنّ عنصر الدهشة الذي أحدثه اطفالٌ يغنّون بحناجر أكبر من سنّهم، لم يعد موجوداً، ومواهب الحلقتين الماضيتين لم يكن فيها ما هو غير عادي، ولا حتى إيقاع البرنامج نفسه خرج عن المتوقّع.
حلقتان سارتا ضمن حدود التوقّعات، لم تعد التقارير المؤثّرة التي تبثّ قبل صعود المشترك إلى المسرح ذات مفعول سحري.
فقد حاولت برامج الهواة خلال السنوات الماضية، تسليط الضوء على مناطق البؤس والحروب في العالم العربي، ليقينها أنّ المشاهد العربي يصوّت بطريقة عاطفية حتى لو كانت الموهبة متواضعة، إلا أنّ فوز اللبنانية لين حايك في الموسم الأوّل من البرنامج دحض هذه النظرية، إذ أنّ البرنامج انطلق بدعاية ركّزت على الطفلة السورية غنى بوحمدان، التي بكت خلال غنائها أغنية ريمي بندلي "اعطونا الطفولة وأبكت الملايين"، رغم أنّ غنى لم تكن تفقه في معاني الأغنية شيئاً، وبكت لرهبة المسرح.
لم تكن موهبة غنى أغنى من موهبة زملائها، فخرجت من البرنامج رغم الدعاية المكثّفة، لتفوز لين حايك باللقب وتطرح تساؤلات عدّة.
لمن يصوّت المشاهد العربي؟ هل يصوّت للمدرّب؟ أم يصوّت للموهبة الأفضل؟ أم يصوّت بحسب الجنسية؟ أم يصوّت عاطفياً بحسب ما تقتضيه ظروف الموهبة؟
لين حايك دحضت مقولة إنّ العرب يصوّتون حسب الجنسية، بنيلها أصواتاً من كافة الدول العربية، بحسب مصدر خاص داخل MBC، أكّد أنّ البرنامج حظي بنسبة مشاهدة تفوّقت على كل برامج الهواة، وعليه فازت لين متفوّقة على زميليها السوريين عبد الرحيم الحلبي وزين عبيد، وزميلتها المصرية جويرية حمدي، في حين كانت كل المؤشرات تشير إلى أن لين قد تكون الأقل حظاً في حال صوّت الجمهور بحسب الجنسية.
هذا الموسم، أراد البرنامج انطلاقة تناسب حجم النجاح الذي حقّقه في الموسم الماضي، كان من المقرّر أن يبدأ عرضه في شهر مارس المقبل، إلاّ أنّ تأجيل برنامج "ذا فويس" حتّم عرض البرنامج البديل، الذي بدا في أوّل حلقتين وكأنّه يدور في فلك الموسم الأوّل.
أصوات الأطفال لم يكن فيها ثمّة موهبة مدهشة، كل ما مرّ كان ضمن التوقّعات، باستثناء مرور التوأمين خالد وعابد مرعي اللذين نجحت نانسي في ضمّهما إلى فريقها، مع ما قد تشهده الحلقات المقبلة من مواجهة بين الشقيقين قد ترفع منسوب الحماس، في برنامج لشدّة ما أدهش المشاهدين في موسمه الأوّل، بات بحاجة إلى جهود جبّارة ليدهشهم في موسمه الجديد.
ويبقى أنّ لجنة التحكيم لا تزال عنصر القوّة في البرنامج، كاظم الساهر بما يتمتع به من كاريزما ساحرة، نانسي عجرم بعفويتها وقدرتها على التعامل مع الأطفال بسلاسة، وتامر حسني بحيويته ومواهبه المتعدّدة وقدرته على جذب الأطفال التواقين إلى أكثر من مجرد الغناء.
بانتظار الحلقات المقبلة، يبقى التساؤل عن سبب خلو أوّل حلقتين من الموهبة المدهشة؟ هل يراهن البرنامج على إيقاعٍ تصاعدي؟ أم أنّ ما شاهدناه هو أقصى ما يمكننا توقّعه من مواهب هذا الموسم؟
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي