أجمع عدد من الفنانين والنقاد المهتمين بالحركة الثقافية والفنية في المنطقة الشرقية خلال حديثهم لـ"سيِّدتي" على أن قرار السماح بإنشاء دور للسينما في السعودية من قبل وزارة الثقافة والإعلام قرار يصب في مصلحة الحراك الفني والاقتصادي، ويسهم في صناعة جيل من الشباب المهتمين بإنتاج وإخراج الأفلام، التي بإمكانها منافسة الكثير من الأعمال الفنية، التي تنتج في دول خليجية وعربية، ولكن وفق معايير وضوابط تتناسب مع الموروث الثقافي والاجتماعي، الذي يحفظ مكانة السعودية الدينية.
حيث أشار في بداية الأمر مدير الإنتاج والممثل راضي المهنا إلى أن السينما قبل أن تكون صناعة أو ترفيهاً، هي ثقافة تعكس واقع المجتمع، بجانب أنها رافد اقتصادي قوي في كثير من دول العالم، حيث قال: السماح بإنشاء دور للسينما في السعودية ليس متنفساً للأسر السعودية، بل يصب في مصلحة المنتجين السعوديين، الذين لم ترَ أعمالهم الفنية النور إلا في دور سينما دول خليجية أو عربية.
وأضاف المهنا: إن المنطقة الشرقية تعتبر من المناطق التي تزخر بالعديد من الفنانين والمخرجين والمنتجين في صناعة الأفلام السينمائية، لذا من المتوقع السماح بإنشاء دور لسينما في كل من: الدمام، والخبر، والأحساء، منوهاً بأن الكثير من الأعمال الفنية كالمسلسلات الدرامية، التي تشتمل على 30 حلقة، قد تتحول إلى أفلام سينمائية، تصل مدة الفيلم إلى ساعتين مستقبلاً، خاصة مع توفر الأدوات التي تساعد على صناعة الأفلام.
فيما نوه الناقد أحمد سماحة بأن السينما سوف تظهر واقع السعودية الاجتماعي والفني، حيث قال: الحراك الفني من قبل الشباب السعوديين، الذين يقومون بإنتاج أفلام قصيرة، أصبح علامة مميزة، ونالوا على أثرها عدة جوائز، وقد لفتت هذه الأفلام انتباه الكثير من صناع الأفلام في دول العالم، وهذا دليل على أن السعودية تملك المواهب التي بإمكانها صناعة أفلام تستطيع بها منافسة دول لها باع طويل في هذا المجال.
وتطرق سماحة إلى أن السينما في السعودية لها مستقبل باهر مع وجود مواقع طبيعية وتاريخية مميزة، حيث قال: رغم أن الوقت لازال في بدايته، إلا أنه مع وجود مجموعة من المبتعثين المتخصصين والهواة في صناعة الأفلام بإمكان هؤلاء صناعة الفرق، مشيراً إلى أن الاستعانة بالكوادر المصرية قد يسهم في تسريع عملية التطور والإبداع.
أما الناقد والكاتب المسرحي عباس الحايك، فأشار إلى نوعية الأفلام، التي سوف تعرض في السينما السعودية، بأن تكون خليطاً بين الأفلام العربية والأجنبية باعتبار أن عرضها يدخل فيه الجانب الاستثماري، ولكن من جانب آخر، قد يجد المهتمون السعوديون بصناعة الأفلام منصة تمكنهم من عرض أفلامهم بدلاً من التوجه إلى دول أخرى للعرض.
وأضاف الحايك: في الأحساء تم تجهيز مقرين في كل من: مجمع العثيم، والراشد، ليكونا سينما، ولكن الأمر -بحسب كلامه- قد يحتاج إلى فترة زمنية تتجاوز العام لكي يتم تجهيزها، حيث قال: من المتوقع أن يتم افتتاح أول دور عرض في المنطقة الشرقية في الأحساء مع بداية 2019 في حال توفرت البنية التحتية والمستثمرين الذين يرغبون في الدخول في هذا المجال.
أما الممثل سمير الناصر، فأشار إلى ضرورة اختيار أفلام سينمائية تتناسب مع ثقافة وعادات المجتمع السعودي، حيث قال: هناك أناس قد يحاولون تشويه سمعة السينما من خلال المضايقات ونشر السلبيات، وهذا ناتج عن قلة وعي وعدم إدراك، لذا يجب أن تكون جميع الأفلام التي تعرض أو تنتج تحت مظلة وزارة الإعلام كما هو حاصل في الأعمال الدرامية، باعتبار أن السعودية ليست كغيرها من الدول، فهناك ضوابط وقوانين يجب التقيد بها.