طوال السنوات الماضية، أثبتت المعلمة العربية وجودها على مستوى العالم ككل، من خلال خبراتها وتعاملها مع قضيتها التعليمية، ونالت عدداً من الجوائز العالمية على إنجازاتها وعملها، وإخراجها جيلاً جديداً وواعٍ لمحيطه ولأهمية التعليم في مستقبله ومستقبل بلاده، ومن جديد ومرة أخرى تثبت المعلمة العربية مقدرتها في هذا المجال، حيث أعلنت مؤسسة "فاركي" العالمية، التي تهدف إلى رفع سوية وجودة التعليم في العالم، عن قائمتها النهائية لنيل جائزة "أفضل معلم في العالم 2018"، والتي تم اختيار معلمتين عربيتين من ضمنها للترشح لهذه الجائزة، التي تستمر لعامها الرابع على التوالي منذ تأسيسها.
وتم اختيار كل من المعلمتين الأردنية سمر نزال التي تدرّس علوم الروبوتات والفيزياء للفتيات السوريات والفلسطينيات من اللاجئين بمدرسة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مدينة إربد شمال الأردن، والمعلمة اللبنانية هبة بلوط، التي تدرس علم الأحياء، ومنسقة العلوم في "مدارس سان جورج" في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث تم اختيارهما رسمياً للمنافسة ضمن القائمة النهائية على هذه الجائزة، والتي تضم قرابة الخمسين معلماً ومعلمة من مختلف دول العالم.
هذا ووقع الإختيار على المعلمتين بلوط ونزال من بين أكثر من 30 ألف مرشح ومتقدم من أكثر من 170 دولة حول العالم، حيث تعد هذه الجائزة التي تقدمها مؤسسة "فاركي"، هي الأكبر على الإطلاق في العالم كله، من بين الجوائز الأخرى التي تختص بمجال التعليم وتطويره، والتركيز على قدرات المعلمين والمعلمات، إذ تبلغ قيمتها مليون دولار أميركي.
وتسعى المعلمة الأردنية سمر نزال المرشحة لهذه الجائزة، والتي تدرس الفتيات في مدينة إربد شمال الأردن، إلى دعم الفتيات الفقيرات اللواتي اضطررن لمغادرة المدرسة وهنّ صغيرات بسبب الزواج المبكّر، كما أنها عملت على إدخال الروبوتات في دروسها، وحيث تضع طالباتها في تحديات علمية كبيرة، تركز على المشاكل العالمية الكبيرة، التي يجب عليهم القيام ببحث علمي دقيق لدراستها وتحليلها قبل عرض النتائج اللتي يصلن لها على الخبراء في المجال، صانعةً لهم فكراً علمياً بحتاً في التدريس، وقدرة على التعلم الحقيقي بعيداً عن التلقين.
ومن الجدير بالذكر أن المعلمة الأردنية نزال، كانت قد فازت خلال العام 2015 بجائزة "المعلم المتميز" التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيي، والتي تعمل بها نزال كما ذكرنا سابقاً بالإضاقة إلى نيلها العديد من التقديرات والتكريمات على أسلوبها وعملها الريادي بتعليم الفتيات.
أما المعلمة اللبنانية هبة بلوط، التي كانت قد فازت خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بـ"جائزة أفضل معلم" التي تنظمها "الشبكة العربية للتعليم الشعبي"، فهي تعمل بكل مستمر على تشجيع طلبتها للمشاركة في المؤتمرات العالمية بالعديد من القضايا المختلفة، وتحثهم على التفاعل المستمر والحقيقي مع هذه القضايا، والتي من ضمنها مشكلة التغير المناخي التي تهدد كوكبنا وطبيعته، الأمر الذي يترك لديهم حساً عالياً بأنهم جزء من العالم أجمع، وليس فقط من بلدهم لبنان، كما أنها كانت قد أبتكرت منهجاً علمياً لطلبتها قام بشكل كامل على الابتكار والإبداع، وذلك بهدف إضفاء المتعة والدهشة على الحالة التعليمية، وإخراجها من جمودها المعروف، وذلك عبر ابتكارها لعبة حملت اسم "إندوكرينوبولي"، والتي استوحتها بلوط من لعبة "مونوبولي" الشهيرة، مع إضافة بعض التعديلات لتوائم مجال العلوم الذي يدرسه الطلاب.
ويُشار إلى أن المعلمات العربيات كنّ قد ترشحن وفزن بهذه الجائزة عدة مرات في السنوات السابقة، وآخرهن كانت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب، التي نالتها في العام 2016، والتي تُدّرس في مدرسة بنات سميحة خليل بمحافظة رام الله والبيرة، وابتكرت منهجاً خاصاً بها بالتعليم، يساعد الأطفال على تجاوز الصدمات التي يعيشونها ويشاهدونها أمامهم في حياتهم وتدفع بهم إلى التوجه إلى العنف بشكل عام.
والجدير بالذكر أن أن مؤسسة "فاركي"، هي مؤسسة بريطانية إنسانية وغير ربحية، قام بتأسيسها "صاني فاركي"، مؤسس جيمز إديوكيشن، وتعمل على عدة أصعدة لبناء مستقبل تكون فيه جودة التعليم في متناول الجميع، حيث ستتوج عمل المعلمات والمعلمين خلال العام الحالي 2017، عبر الإعلان عن اسم الفائز النهائي بالجائزة خلال "المنتدى العالمي للتعليم والمهارات"، والذي سيتم عقده في إمارة دبي يوم الأحد الموافق 18 آذار/ مارس من العام القادم 2018.