أيام قليلة تفصلنا عن عام جديد، وتبقى هي وحدها المسؤولة عن تفاصيل الاحتفال بالضيف الجديد؛ تطبخ الفرح على نار المشاعر، وتُذيب سكر الأنامل على طاولة الضحكات، وتغوص في كل المعاني وسط الجموع، ولا تنسى أبدًا حلمًا يراودها أو أمنية تتربص بها؛ لتشع حماسة تُلهب كل القلوب من حولها، وتبدأ عامها الجديد بامرأة أخرى، تسكنها أقوى من تلك التي تركتها على طرف أيامها التي مضت؛ شمسًا تدور من حولها ظلمة الأحداث، ومركزًا للأرض دونه يختل كل حدث!
تساءلت «سيدتي» عن أحلامهن في العام الجديد.. فكان الجواب: «أجندة حياة»، وتفاصيل أخرى كثيرة..
في البداية حدثتنا «سلمى محمد»، طالبة بأكاديمية الطيران، وقالت: «أحلم بأن أكون مضيفة طيران، وأثبت أن كوني امرأة لا ينقص مني أي شيء، بل بالعكس؛ فأنا جديرة بمكانة عالية أستحقها، وأودّ أن أثبت للجميع أن المرأة في مقدورها أن تتغلب على الرجال في كثير من الأحيان، وأتمنى أن أحقق حلم أهلي وأتولى مسؤوليتهم، فأنا الأخت الكبرى، وتنتظرني مهام أسرية مستقبلية، أتمنى أن أوفي قدرها».
أما «نهلة عبدالله»، طبيبة بشرية، فاسترسلت في الحلم، وقالت: «أتمنى أن أرى مكان عملي أفضل في العام الجديد، وأن يلتزم الجميع بالقوانين أكثر، ويزيد دعم المراكز الطبية التي تقدم خدمات عامة، وحاليًا أقوم بعمل معادلة أمريكية في مجال مكافحة العدوى، أتمنى أن أنهيها في أوائل ٢٠١٨، وأتمنى أيضًا مع زيادة مهام عملي أن تزيد طاقة عطائي لأسرتي، فالعام الجديد لا يخلو من الأحلام الوردية ولدي إحداها، حيث أملك قطعة أرض أحلم بأن أزرعها بالورود، وأنشئ بجانبها مصنعًا للعطور.. ربما أستطيع».
وحدثتنا « نور مجدي»، طالبة سياحة وفنادق، عن أمنياتها، فقالت: «أتمنى أن أكون في العام الجديد إنسانة أفضل، وتتحسن حياتي من كل الجوانب، وأخطط لتغيير مجال دراستي من السياحة والفنادق إلى اللغات، حيث إنني أؤمن بأن الفرصة لا تضيع أبدًا لتحقيق الحلم، وأعتقد أن ٢٠١٨ ستحدد وجهتي؛ لأصلح ما أفسدته من سوء اختيار في ٢٠١٧».
وقالت «مي زكريا»، مساعد صيدلي: «أتمنى أن يكون عام خير؛ يحمل في صفحاته واقعًا أجمل، وأرغب وبشدة في أن أثبت وجودي في عملي هذا العام؛ لأصبح صيدلانية مسؤولة عن إدارة المكان، وأخيرًا تبقى في القلب أمنية أحملها من عام إلى عام، أتمنى أن يرزقني الله بطفل وأصبح أمًا».
أما «أسيل محمد»، طالبة علوم سياسية، فحدثتنا عن أحلامها، وقالت: «حاليًا أنا في مرحلة وجودية أبحث عن ذاتي، وأحلم في العام الجديد بأن أكون أكثر انتظامًا، وأجد سبيلاً إلى تغيير مجتمعي لواقع أفضل عن طريق السياسة بحكم دراستي، وأتمنى أن أكون حلقة وصل بين الفرد والمجتمع، من خلال أنشطة مجتمعية مستقبلية».
كما كان لنا حديث مع «هناء عمر»، باحثة اجتماعية، فقالت: «أنا كباحثة، لمست الكثير من العقبات التي تواجه المرأة في كل الأماكن، خاصة فيما يتعلق بعمر المرأة العاملة، حيث يقف في كثير من الأحيان أمام مسيرتها المهنية، لذا أتمنى في العام الجديد أن تختلف نظرة أرباب العمل إلى المرأة، ويكون المعيار الأساسي لاختيارها في سوق العمل هو الكفاءة والطموح، بعيدًا عن لغة الأرقام».
الجديد دائمًا مجهول
وعن قوة ارتباط الأماني عند عامة الناس ببداية كل عام.. حدثتنا فيفر الهادي، أستاذ علم النفس - جامعة عين شمس، قائلة: «دائمًا ما يرتبط كل ما هو مستقبلي أو جديد بالأماني والأحلام؛ لأن الجديد دائمًا مجهول، والمجهول يُثير لدينا تطلعات من الممكن أن تكون إيجابية أو سلبية، وهذا يعتمد على طبيعة الشخص نفسه.. فالشخص السلبي أقصى طموحه مع انطلاق أي جديد في حياته، هو تجنب خبرات الفشل، أما التمني فمرتبط أكثر بالشخصية الإيجابية القادرة على التخطيط، ومن ثم الإنجاز.. ونحن على مشارف عام جديد، لابد أن ندرك جيدًا أن عدم وجود خطة هو تحقيق لنصف الفشل، ووجود خطة هو تحقيق لنصف النجاح، ومن لديه أجندة مرتبطة بالتخطيط تتاح لديه الفرصة دائمًا؛ لإعادة الحسابات واللحاق بما فاته وغفله.. فإدارة الذات تلائم تمامًا أجندة العام الجديد، وقوة الأماني تكمن حتمًا في خلقها للحظات الأمل.. ومن هنا تنطلق الحياة.