زار الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وأصحاب الهمم، مساء أمس الإثنين، معرض الخنجر الإماراتي «الفلاحي»، الذي أطلقته لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، ضمن فعاليات مهرجان الظفرة، المقام تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مدينة زايد بمنطقة الظفرة، والذي يستمر حتى 28 ديسمبر الجاري، وذلك بالتزامن مع عام زايد 2018.
وتهدف هذه المبادرة إلى إعادة إحياء الممارسات التراثية المتعلقة بالخنجر الفلاحي، والاعتزاز بالقيم المرتبطة بهذا الموروث، والحفاظ على موروث صناعة الخناجر الفلاحية، وحماية خصوصيتها، والعمل على خلق سوق يضمن استدامتها.
وتؤكد معلومات المعرض، أن عملية صناعة الخنجر الإماراتي الفلاحي النموذجي، اتسمت بالتعقيد والدقة؛ فكلما زادت الزخارف والزينة في الخنجر، ارتفعت قيمته وغلا ثمنه، ودلّ على رفعة ومكانة حامله، ولصنع الخنجر، يتم تثبيت نصله المعقوف بالمقبض المزخرف، ثم يدخل في غمد خشبي متقن الصنع، مزين بالفضة أو مغطى بالجلد، ويسمى «القطاعة»، وكانت صناعة الخنجر التقليدي حرفة تتطلب معرفة متخصصة، ومهارات عالية في التعامل مع مختلف أنواع المواد، بما فيها الولذ والقرون العاجية والجلد والخشب، وبالإضافة إلى تلك المهارات، يتوجب على الصناع إتقان العمل بالفضة، باستخدام تقنيات متعددة كالسبك والصياغة والزخرفة والختم والنقش والتحبيب والتذهيب والصقل، وتقنيات أخرى غيرها.
ويتكون الخنجر من أربعة أجزاء مختلفة، يصنع كل منها بشكل منفصل، ومن ثم يتم تجميعها، وهي: «القرن والنصل والقطاعة والحزام»، والتي تم تقديم عرض مفصل عن كل جزء منها على حدة؛ فالقرن يصنع من الخشب أو القرون أو المعادن أو الراتينج، وكانت أجود المقابض وأكثرها جذبًا، تُصنع من قرن حيوان وحيد القرن أو أنياب الفيلة المستوردة من أفريقيا، وكانت قرون وحيد القرن نادرة جدًا وثمينة، ويفوق سعرها ما يساويه وزنها من الذهب؛ فيما كان النصل الفولاذي يقوَّس ويُحَد من كلا الطرفين، إلى أن يصل إلى الرأس ويوضع داخل الغمد المنحني، الذي يعطي طابعًا خاصًا للخنجر الإماراتي، وفي كثير من الأحيان، كان النَّصل أعلى قيمة من المقبض، والحال أن النِّصال كانت تورَّث أبًا عن جد، وكان من العادات أن تحتفظ بعض العائلات بالنَّصل الجيد، وهذا ما يبيِّن الأهمية الوظيفية للخنجر بعيدًا عن أغراضه الاحتفالية والتزيينية.
وفيما يتعلق بالحزام؛ فإنّ الخنجر كان يُعلَّق حول الخصر بحزام جلديّ مزيَّن بالتطريز أو منسوج من الحرير أو القطن، وكان يربط به من خلال حلقات الغمد المثبَّتة فوق انحناءة الزاوية اليمنى، كما توصَل بالحزام محفظة جلدية صغيرة للاحتفاظ بالنقود أو أغراض أخرى، هذا وكانت بعض نماذج الأحزمة تضمُّ مِحزمًا يوضع فيه الرصاص والخرطوش، وأخيرًا؛ فإنّ الجزء الداخلي من غطاء النَّصل كان يُصنع من الخشب، ويُفضل أن يكون خشب الساج، ومن ثمَّ يُغطى بطبقة من الفضَّة أو الجلد المُزيَن بنقوش دقيقة من الفضَّة، بعد ذلك يُغطّى طرف القطاعة بصفيحة فضّية تُسمى القُبع، وتكون إما بسيطة أو منقوشة، ويتمثل دور القُبع في حماية القطاعة من الانفصال عن الطرف السفلي، هذا وتتضمن المبادرة مشاركة الأطفال الزائرين في ورشة عمل تحاكي صناعة الخنجر الإماراتي الفلاحي.