في سابقة هي الأولى من نوعها احتوى معرض جدة الدولي الثالث للكتاب، والذي أُقيم تحت عنوان (الكتاب حضارة) على فعالية مصاحبة تحمل اسم (عتبات ملوّنة) التي اهتمت بالفنّ والثقافة وجاءت بمثابة همزة وصل بين الكتاب واللوحة، إذ أتاح المعرض في القسم المتعلّق بالفن التشكيلي لمجموعة من الفنانين السعوديين ذكورًا وإناثًا فرصة المشاركة بعرض أعمالهم المستوحاة من شخصيات الكتب والروايات الشهيرة في إطار فني تشكيلي.
وقد قُدم هذا الفن في إطار جديد وخارج عن المألوف، حيث قام المشاركون برسم تلك الشخصيات من منظورهم الخاص وحسب ما تركته من أثر في نفوسهم.
سيدتي التقت أبرز المشاركين في عتبات ملوّنة، وكان هذا البوح:
على الوشمي فنان تشكيلي، يقول: فكرة ربط الفن التشكيلي بفنّ الكتابة التعبيرية فكرة مبدعة، فالكاتب يتفنّن بوصف حال الشخصية وتصويرها من خلال الكلمة، وكذلك الرسام بإمكانه إيصالها عن طريق لوحته سواءً بضربات فرشته أو حدّة الرسمة ومدى التعمّق بتفاصيلها. أمّا عن العمل الذّي شاركت به فكانت لوحة تصوّر «جان فالجان» بطل رواية البؤساء للروائي الفرنسي فيكتور هوغو، إذ أثّرت بي الشخصية بعد قراءة الرواية ومشاهدة سلسلة أفلام لنفس الكاتب.
بشاير الكناني فنانة تشكيلية: أعجبني تبادل الآراء وطرحها للنقد، والوعي الملحوظ من المجتمع في سبيل صقل المهارات لدى الفنانين، والرقيّ بتوجّه الفن عامة، وبرأيي أن الفنان التشكيلي قادر على التعبير عن الحد الأقصى من طاقته الداخلية التّي تعبر عن رغباته، وتساعده على اكتشاف نفسه وتطوير قدراته لتتحوّل إلى مهارات بديعة وفريدة من نوعها تحمل هويته الخاصة بفضل الفن الذّي يصل للروح بلغة موحدة يفهمها جميع الناس من مختلف الأعراق والشعوب، لأن الفن متعلق بالأشياء التّي نراها، نلامسها، نشعر بها كل يوم.. ليس فقط مجرد هواية أو نشاط يمارس في أوقات الفراغ. إنه متنفس ساحر يعبّر عن كل ما ينبع من كيمياء الروح، أما عن سبب اختياري للعمل فقد كان بناءً على ترشيح من قِبل متابعي السوشل ميديا، وبشكل عام خططي اللونية تتسق وتنسجم مع سيكولوجية المعاني التّي ترتبط بتعابير البوتريه وربطي بعنصر النبات الذّي كان دائمًا وأبدًا مصدر إلهامي، بحيث أتمكن من ربط مشاعر الإنسان بالطبيعة ذاتها، ودائمًا وأبدًا تعنيني أهم التفاصيل لاكتمال موضوع وإظهاره بشكله النهائي والأهم من ذلك أن يُفهم المنظور العام للرسمة، وقد تختلف النظرة حسب قناعات وأفكار كل شخص ينظر لها.
إيثار باعامر، فنانة تشكيلية، أسرت لنا: المعرض سلط الضوء على بعض من أعمالي في الفن التشكيلي والتصميم الجرافيكي. وقد شاركت بعمل عن شخصية ياسمين من رواية غربة الياسمين للكاتبة خولة حمدي، وقد جسّدت الشخصية التي رسمتها في مخيلتي من خلال قصتها التّي قرأتها، حيث مرّت بالكثير من القيود والمشاعر. وبرأيي أنّ الفن التشكيلي له قدرة كبيرة في رسم صورة ولو لم تكن واضحة، ولكن لها تأثير مقنع في إيصال الرسالة كما في الرواية، ففي لوحتي اخترت الفن السريالي الذّي يجمع بين الخيال والرمزية وذلك قد مكنني من جمع محتوى الشخصية، فكل عنصر في اللوحة يدل على رمز معين، وكل لون مستخدم له تأثير في النفس لإيصال الرسالة المطلوبة.