في الوقت الذي يواصل فيه برنامج "ستانداب" الخاص باكتشاف المواهب الكوميدية جولاته في مدن مغربية عدة، فإننا نتساءل ما إذا كانت النسخة الثانية من هذا البرنامج ستنسي المشاهدين والنقاد نسخته الأولى، الباهتة التي كانت تخلو تمامًا من حسّ الإبداع، سواء على مستوى بعض المشاركين الذين هم أبعد بكثير من عالم الكوميديا، سواء على مستوى الأداء الذي طبعه الاجترار والتمطيط، أو على مستوى اختيار التيمة التي كانت عبارة عن تقديم "نشرات إخبارية" غرائبية لا تحمل أيّ حس إبداعي، ولا تنم عن الابتكار بقدر ما تقدّم في غالب الأحيان (نكتًا) في قالب تشخيصي، ناهيك عن لجنة تحكيم لم تنجُ من سهام الانتقادات لأنّ أعضاءها أصلًا لم يكونوا مقنعين في إبداء الملاحظات وإبراز مكامن الضعف والقوة بخصوص الأعمال (الكوميدية) التي كانت تُعرض أمامهم، خصوصًا وأنّ كلًّا من: عزيز دادس، وكمال الكاظمي، وماجدولين الإدريسي، ممثلين كبار، إلّا أنّ غياب الجانب الأكاديمي والمعرفي في تقدير أعمال الكوميديين، أثّر بشكل قوي على ملاحظاتهم التي لم تكن تتعدى كلمة "تبارك الله عليك".. !
واليوم تحاول القناة الأولى من خلال الشركة المنتجة، تدارك ذلك من خلال التغيير الذي يطال لجنة التحكيم التي أصبحت تتكون من عضوية كل من: الكوميديان محمد الخياري، والممثلة لطيفة أحرار وهي (خريجة المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي)، والممثل يونس ميكري ..
فهل تنجح هذه اللجنة في تحكيمها على الأعمال الكوميدية التي ستُعرض أمامها قريبًا؟ وهل سيكون الكاستينغ الخاص باختيار الموهوبين على أساس القدرة على الإمتاع والإبداع، أم على أساس معايير أخرى؟ لأنّ الكتابة الفكاهية ليست في متناول الجميع، وهي أصعب من الدراما والتراجيديا بكثير.
وإذا كانت النسخة الأولى من برنامج "ستانداب" قد فشلت رغم الترويج الإعلامي الذي حظيت به لملء الفراغ الذي خلّفه "إقبار" برنامج "كوميديا"، فإننا نتساءل إن كانت النسخة الثانية من هذا البرنامج (سيُنتج) كوميديين شبابًا على غرار الجيل المبدع من الشباب الذين أنتجهم برنامج "كوميديا".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
