على مدى سنوات طويلة تعرفنا على الدمية «باربي» التي تلعب الجمباز، و«باربي» الطبيبة والفارسة والشرطية والشقراء والسمراء والسوداء والأميرة ورائدة الفضاء، ولكن الغريب أن ثمة «باربي» جديدة ظهرت في الأسواق البريطانية قبل أيام، وتبدو غير مألوفة وهي تلبس ثوباً زاهياً يخفي تحته بطناً مكورة ومنتفخة داخلها طفل صغير من البلاستيك، يمكن نزعه بطريقة تشبه عملية الولادة القيصرية ثم إعادته مرة أخرى إلى مكانه، وقد بدأ بيع هذه الدمية عبر المواقع الإلكترونية بسعر متدنٍ يجعلها أرخص لعبة «باربي» منذ يوم ظهورها وحتى الآن، وقد استقبل أولياء الأمور هذه الدمية الغريبة بردود فعل متباينة، وانقسموا بين رافض ومستهجن، وآخر مهلل ومشجع، ولكن أي كفة كانت هي الراجحة؟
الدمية التي لا تصلح للصغار
أصيب كثير من أولياء الأمور بخيبة أمل وصدمة من الشكل الذي ظهرت به هذه الدمية، واستقبلوها بغضب ووصفوها بالفظيعة والمخيفة، والتي لم يروا مثلها من قبل، وقد أكدوا على أنها لا تصلح للأطفال، ولا ينبغي تصنيعها لهم، فيما أعرب آخرون عن انزعاجهم من فكرة تسويقها، وقالوا بأنهم سمعوا عنها قبلاً، وظنوا أن الأمر مجرد مزحة فإذا به حقيقة مرعبة، ولكن رغم كل هذه الانتقادات القاسية فإن الدمية قد حصلت على تقييم عالٍ من المتسوقين على موقع (أمازون) وصل إلى 4 نجمات من مجموع 5، وكتب أحد الآباء تعليقاً يُثني فيه على فكرة الدمية، ويصفها بالأنيقة والجميلة، والتي تُعّلم الصغار كثيراً من الحقائق العلمية عن الحمل والولادة، وقال آخر بأن هذه الدمية تُجيب على سؤال الصغار الدائم: من أين يأتي الطفل؟ ، فيما أكد آخر على أنها فريدة من نوعها وقد لاقت قبولاً واستحساناً لدى صغيرته، وقد أحبتها من النظرة الأولى.
إنها ليست المرة الأولى
عموماً فإن فكرة «باربي» الحامل ليست غريبة أو جديدة، فقد ظهرت في عام 1982 وكانت على شكل فتاة مراهقة ببطن منتفخة داخلها طفل، ولكن الشركة المصنعة سرعان ما سحبتها من الأسواق بعد أن تعرضت إلى انتقاد شديد من وسائل الإعلام، ثم عادت الدمية الحامل للظهور مرة أخرى في عام 2002 وكانت على شكل دمية تحمل طفلاً في يدها وآخر في بطنها، ولكن الشركة رفعتها من رفوف المتاجر بعد فترة قصيرة امتثالاً لطلب الناس الذين أعربوا عن قلقهم من فكرة الحمل التي تخدش براءة الأطفال، واليوم تعود الدمية الحامل للظهور من جديد، فهل ستصمد بوجه الانتقادات وتبقى في الأسواق هذه المرة؟