لمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل الفنانة المصرية فاتن حمامة التي توافق اليوم 17 يناير، تم الإفراج أخيرًا عن مذكرات مكتشفها وأول من قدّمها للسينما المخرج الراحل محمد كريم، الذي خصص فصلًا كاملًا روى فيه كيف اكتشف الموهبة الصغيرة وقدّمها للجمهور، قبل أن تُتمّ عامها السادس، مؤكدًا أنه أعاد كتابة الفيلم حتى يناسب "موهبتها العظيمة"، وتضمنت المذكرات أول صورة لفاتن قبل الشهرة.
يروي محمد كريم معاناته في مهمة البحث عن طفلة للمشاركة في أحداث فيلم "يوم سعيد"، وكيف تعرّف على فاتن حمامة بالصدفة قائلًا: لقد رأيت مئات الأطفال، كنت أراهم في اليوم الواحد بالعشرات وأستعرضهم بإلقاء نظرة سريعة، إلا أنّ واحدة منهنّ لم تستوقف نظري.. وكدت أيأس.. إلى أن وصلني خطاب يحمل خاتم بريد المنصورة من الأستاذ أحمد حمامة. قال فيه إنه مدرّس بالمنصورة وأنّ له بنتًا صغيرة اسمها فاتن، وأرفق بخطابه صورتين فوتوغرافيتين، فأرسلتُ أستدعيه مع الطفلة.
أضاف: وفي مكتب فيلم عبد الوهاب رأيت فاتن حمامة.. الطفلة. من النظرة الأولى قررت صلاحيتها للدور بنسبة 50 في المئة. ومن النظرة الأولى أيضًا أُعجبت بالطفلة وجلست أتحدث معها ساعات، فأيقنت أنها لا تصلح للدور بنسبة 100% فحسب، بل أيقنت أنها أكبر من الدور الذي رشحتها له، ورجعت إلى السيناريو وبدأت أبذل مجهودًا كبيرًا لتكبير دور أنيسة في كل جزء من أجزائه (..)
تابع قائلًا: لقد كان نبوغها منقطع النظير، وكانت إلى جانب ذلك عملاقة في طاقتها البشرية التي فاقت الحدود. كانت تعمل من السادسة مساءً إلى السادسة صباحًا من دون أن يبدو عليها التعب..
وأوضح سرّ إعجابه بموهبة الطفلة فاتن حمامه قائلًا: إنّ العمل مع الأطفال في السينما من أشق أنواع العمل، فالتفاهم معهم ومع عقليتهم متعذر.. يبكون، ويتعبون، ويطلبون طلبات معينة، أو أشياء أو حلوى ولعب.. يسير العمل معهم وفق مزاجهم لا وفق مقتضيات العمل. لكنها كانت على النقيض من ذلك كله. فلم تطلب يومًا شيئًا ما أعتاد الأطفال أن يطلبوه، ولم تتذمر، ولم تتأفف بل كانت تُقبل على العمل بكليّتها متشوقة متلهفة.
وواصل ذكرياته بقوله: كان أبوها وأمها يلازمانها باستمرار، فكنت تراهما على كرسيين في سابع نومة، بينما هي في تلك الساعات المتأخرة من الليل جالسة على كرسي متفتحة العينين، مرهفة الآذان لكل ما يدور في البلاتو، قبل البدء في تصوير منظر من المناظر التي تشترك فيها أنيسة، كنت أنفرد بها وأحكي لها ببساطة عما ينبغي أن تفعل.. وكانت الصغيرة لا تكتفي بشرحي بل كانت تستوضح كثيرًا من النقط، وتتأكد، وتكرر الكلام الذي ستقوله في الدور. فإذا ما وقفت أمام الكاميرا أدت دورها بكل دقة ومهارة.
وتابع: كنا نصور منظر فؤاد شفيق وفردوس محمد أثناء تناول الطعام. كانت الأكلة عبارة عن كوارع، وكانت فاتن تشترك معهما في تناول الغذاء، فوضعت في طبقها بضع قطع الخبز حتى لا تضرب لخمة في أكل الكوارع، وحتى يسهل عليها أن تمضغها خلال التصوير. وقد تم تصوير المنظر مرة واحدة.. كانت فاتن رائعة.. فأسرعت عليها أقبّلها: برافو عليكي يا فاتن.. أكلتي كويس قوي.
فردت قائلة: حضرتك فاكر إنّ الأكل اللي حطيته قدامي كفى.. ده كان خلص من الصبح وطول الوقت أنا عملت نفسي بأكل عشان ما أخسرش المنظر"!
ماريتا الحلاني تغنّي من كلمات والدها: تلاقينا
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي