مرحلة الدراسة الجامعية تُحدد مصير الفرد، وبناءً عليها تشكل حياته المهنية، وللأسف فالكثيرون يختارون تخصصاً سيئاً لا يتسق مع شخصياتهم وميولهم، ثم يعيشون بعد ذلك في تعاسة.
"سيدتي" التقت بالدكتور عيدلان الجميل، خبير ومستشار تطوير الموارد البشرية ومستشار التطوير المؤسسي، يخبرنا عبر السطور التالية عن نموذج يربط بين سمات الشخصية وميولها المهني، فيقول:
"المَيل هو نزوع فطري يظهر لدى الفرد في صورة توجه تفضيلي واعٍ، نفسي وسلوكي نحو أنشطة وأفكار تمثل غايته وموضوعه، بحيث يحقق النشاط المرتبط به متعة لصاحبه، ويتأثر الميل بخبرات الفرد الخاصة وتدربه ومستوى نموه العقلي والمعرفي والانفعالي وثقافة المحيط الذي يحيا فيه".
واستعرض عيدلان إحدى النظريات التي حاولت تحليل الشخصيات البشرية ومن ثمّ صنفتها في ستة حالات فقط، وهي "نظرية أو نموذج الدكتور جون هولاند" أستاذ سابق في جامعة جون هوبكينز في الولايات المتحدة الأمريكية"، النموذج عبارة عن شكل هندسي سداسي الأضلاع، كل ضلع فيه يشير إلى شخصية معينة، ويتم تحديد نوع الشخصية بعد الخضوع إلى بعض الاختبارات وأدوات التقييم، ونتائج الشخصيات كالتالي:
1- الشخصية الواقعية ( الواقعي والفاعل)
يتسم هذا الشخص بالأعمال البدنية التي تتطلب مجهوداً و مهارة و قوة، وصاحبها صريح و ثابت وعملي ويحب التعامل مع الآلات والأدوات وكذلك الحيوانات، وعلى النطاق المهني هم المهندسين المعماريين والمدنيين، روّاد الفضاء والطيارين، أطباء أسنان، الكهربائيين والإطفاء، وميكانيكي السيارات، والحدادين والنجّارين والأطباء البيطريون ومحبي تربية الحيوانات ومدرسي التربية البدنية والشرطة.
- فئة أخرى تتبع الفئة الواقعية وهم الفنيّون ذوو الصبغة الواقعية وهم مصممي الأزياء والمجوهرات والأثاث والديكور ورسامي الكاريكاتير والمدراء الفنيّين.
2- الشخصية المحققة (المفكر)
يتسم هذا الشخص بكونه يُفضّل العمل عن طريق النظريات و المعلومات والتفكير والفهم، لذا فهو يميل إلى التحليل و الاستقلالية و إجراء التجارب و الإشراف على البحوث، لذا فهم في المجال العملي "علماء الكمبيوتر ومصممي الحواسيب، خبراء الاقتصاد وأساتذة التعليم العالي، المحامين والإحصائيين، الباحثين في المجالات الطبية، علماء النفس ومطوّري العلوم".
3- الشخصية الفنية (الفنان)
يٌفضل هذا الشخص الأعمال الإبداعية والغير منهجية، والتي تحفز القدرة على الابتكار، من سمات هذه الشخصية التخيل، عدم التنظيم والمثالية، غير عملي وغير منظم، لديه حدس ابتكاري، يعتمد على الأحاسيس و الخيال و الإلهام في العديد من قراراته، يحب الانشغال بالأفكار والأشياء المجردة و المفاهيم، كما أنّ هذا النوع من الناس يتسمون بالعفوية و الانفتاح، مجال هذه الشخصية هو الكتابة الإبداعية والشعر و الفنون الجميلة والمصورون والمترجمين والمغنيين ومدرسي اللغات والممثلين.
4- الشخصية الاجتماعية (المساعد)
يفضل صاحب هذه الشخصية الأعمال التي لها طابع اجتماعي وتُساهم في مساعدة الآخرين، شفائهم أو تطويرهم نحو الأفضل وأبرز سمات هذه الشخصية هو حب التعاون واللطف، التفهم والصبر وبناء العلاقات، وفي المجال المهني هم الصحافيين والنشطاء، محبي العناية بالأطفال، الاستشارات والتدريب، الممرضين وخبراء التغذية، مدرسي الموسيقى والآداب.
5- الشخصية المبادرة (المقنع)
يفضل صاحب هذه الشخصية البيئات التنافسية، القيادة والتأثير، كما يتسم صاحبها بأنه طموح، مهيمن، حماسي ويتحمل المخاطر ومتفائل، وفي المجال المهني هم المقاولين، منظمي المناسبات، مسؤولي الموارد البشرية والتأمين والعلاقات الدولية أيضاً، محللي أبحاث السوق، موظفين ومدراء المبيعات والمسوقين، المرشدين السياحيين ومطوري المحتوى، وأخيراً سماسرة البورصة.
6- الشخصية التقليدية (المنظم)
يُفضل الأعمال التي تتطلب الدقة، تخضع لقوانين و ضوابط معينة يتطلب احترامها، الأعمال المنظمة و التي لا تتسم بالغموض و الإبهام، ومن سماته أنّه يحب التطابق ويتسم بالكفاءة والفعالية، عملي وغير متخيل وغير مرن، أصحاب هذا النمط يتسمون بأنّهم منطقيون ومنهجيون، يميلون للالتفات للجزئيات، يُقدّرون الدقة جيداً وجديرون بالثقة، في المجال المهني هم المحاسبين ومدققين الحسابات، موظفي القطاع المصرفي، أمناء صندوق ومدراء قواعد البيانات ، مسؤولي أرشفة، صيادلة، مدققين لغويين والكتُّاب في المجال التقني.