شهد مركز الملك فهد الثقافي في الرياض ليلة استثنائية بتكريم رواد ورموز خدموا الأغنية السعودية، وساهموا في صناعتها وتأسيسها منذ سنين خلت، وفي مقدمتهم الفنان الراحل طلال مداح، فوزي محسون، طارق عبدالحكيم، أبو بكر سالم، عبدالله محمد.
وحضر الحفل وكيل وزارة الثقافة والإعلام والمشرف على الشؤون الثقافية والإعلامية الدكتور ناصر الحجيلان، والمشرف العام على المركز محمد السيف، والمدير التنفيذي إبراهيم الجابر، إضافة إلى أبناء الراحلين أحمد أبو بكر سالم، خالد فوزي محسون، عبدالله طلال مداح، سلطان طارق عبدالحكيم، الذين تم تكريم والديهم الفنانين بناء على ما أثروا فيه الفن من خلال حقبة الستينات إلى يومنا هذا.
وبدأت أولى الفقرات بنبذة وموجز وفيديو لأبرز ما جاء في مسيرتهم الفنية من خلال أعمالهم وحفلاتهم ومقتطفات من لقاءاتهم الفنية، وتواصلت الفقرات والإيجاز لما قدموا من خلال مسيرتهم للراحلين: فوزي محسون، الموسيقار طارق عبدالحكيم، طلال مداح، أبو بكر سالم، عبدالله محمد، كما أن الفيديوهات عرضت أعمالهم المغناة بأصوات الفنانين الشباب.
وقدم عدد من الفنانين الشباب مجموعة من الأعمال الخالدة بأصواتهم، وهم: عايض، سلطان الراشد، نايف النايف، عبدالعزيز محمد، عبدالله محمد، فهد العمري، أمين الفارسي، محمد أوليا، وبقيادة فرقة موسيقية سعودية تألقت في قيادة الوصلات الغنائية لجميع الفنانين الشباب.
وتحدث عمر الجاسر "مدير جمعية الثقافة والفنون سابقاً" عن الفنان الراحل عبدالله محمد، مشيداً بما قدمه من خدمة الفن رغم عمله كحرفي، وقال خالد بن فوزي محسون: إن والدي رحل منذ ثلاثين عاماً، ولا يوجد لدي ما أقوله، فيما أكد سلطان عبد الحكيم بن طارق عبدالحكيم أنه سعيد برؤية أعمال والده خالدة، ولازالت تغنى.
فيما أكد الناقد الفني علي فقندش أنها خطوة إيجابية بتكريمهم في "ليالي النغم الأصيل"، لتوثيق الجانب الموسيقي في السعودية من وزارة الثقافة والإعلام، وحول تطرقنا لتكريم الفنانين بعد رحيلهم، قال: في عهد مضى لم يكن الجميع يتقبل الجانب الفني، ولكن في هذا العهد الجديد يتم التكريم بالجانب الثقافي والفني، ونحن سعداء جداً بهذا الأمر.
وفي تصريح لعبدالله طلال مداح قال فيه: إن الفكرة تأخرت، والحمدلله جاءت فوق مستوى التوقعات، وجزيل الشكر لوزارة الثقافة والإعلام ولمركز الملك فهد لتقبلهم الفكرة ودعمهم لنا، وأتمنى خلال السنوات القادمة أن تكون الفكرة أكبر وأكثر.
وأكد لنا أحمد أبو بكر سالم، الذي رحل والده في الفترة الأخيرة، أنها بادرة متميزة من المسؤولين في وزارة الثقافة، وجميع الرواد يستحقون التكريم، حيث نحتوا الصخر في أيامهم.
وأبدى المخرج التنفيذي للحفل عبدالله العامر سعادته وفخره وشكره لمركز الملك فهد الثقافي، الذي أتاح له الفرصة بتكريم رواد الفن الأصيل، ذاكراً أن الفكرة بدأت بتكريم طلال مداح، وأضاف: فضلت أن يشمل التكريم الفنانين الذي عاهدوا هذا الجيل، ونحن في الوقت الحاضر نعتبر من صانعي الفرح، وفي كل عام سنجدد هذه الفرحة لتذكير المتذوقين بهم.
ومن ضمن الفنانين المشاركين سلطان الراشد للمرة الأولى التي يصعد فيها على خشبة المسرح في السعودية كخطوة متقدمة ليتغنى بأصوات رواد الفن، وقال: إنه شرف كبير التغني لهم، وأتمنى أن تتواصل هذه الخطوة للأمام وتكريمنا للماضي؛ لأننا أساس منه، وتغنيت بأغنيتين لأبو بكر سالم؛ لأن هذا اللون قريب لي كهوية فنية.
الفنان الشاب عبدالعزيز محمد أحد الأصوات الشابة، تغنى للموسيقار طارق عبدالحكيم، وهي المرة الأولى التي يصعد فيها على المسرح من خلال صقل المواهب الفنية، مؤكداً أنها فرصة يتمنى استمرارها.
واكتظت الجماهير المتذوقة للأنغام الطربية والأصيلة باكراً لحضور الحفل، الذي استمتعت فيه العائلات بالحضور الذي تجاوز 2000 شخص كمحبة وتقدير لما أنتجته الأغنية السعودية، ومواكبة لعصر التطور الفني والثقافي الذي شهدته السعودية في الآونة الأخيرة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي