أسابيع قليلة ينتظروها اللبنانيون لمعرفة ما إذا كان فيلم "القضية رقم 23" سيتمكن من إنتزاع أوسكار أفضل فيلم أجنبي، حيث يتنافس على هذه الجائزة مع أربعة أفلام أخرى.
وبإنتظار النتائج النهائية التي ستعلن في الحفل الـ 90 لجوائز الأوسكار، يعيش صناع الفيلم والمشاركون فيه حالة ترقب وإستنفار، من بينهم مخرج الفيلم، الذي تحدث عن فيلم "القضيه رقم 23" وعن وضع السينما اللبنانية ومشاريعه للفترة المقبلة.
لمن ستهدي الأوسكار في حال فاز فيلم "القضية رقم 23" بأوسكار أفضل فيلم أجنبي؟
في حال فزنا بالجائزة، فنحن نهديها للبنان والسينما اللبنانية، لأن لبنان هو رشح الفيلم والجائزة وليس زياد الدويري، لأن الجائزة تقدم باسم البلد.
تقدم السينما اللبنانية فلمان أو ثلاثة أفلام سنوياً، وهي في المجمل أفلام كوميدية رومانسية، فهل تتابع السينما اللبنانية وما رأيك بما يقدم فيها، هل هي مجرد تجارب أم انك ترى أن هناك صناعة سينمائية في لبنان؟
كلا لا يوجد صناعة سينمائية في لبنان، وما يقدم عبرها هو مجرد تجارب. لا يمكن التحدث عن صناعة سينمائية عندما يقدم فيلمان أو ثلاثة أفلام سنوياً. يمكن التحدث عن صناعة عندما تكون هناك "ماكينة ماشية" وسلسلة أفلام تننتج على مدار العام من دون أن تتوقف العجلة السينمائية. نحن لا نزال في مرحلة تجريبية في لبنان، رغم توفر الطاقات الكبيرة.
هل تعتقد أن السينما اللبنانية من بعد "القضية رقم 23" لن تكون هي نفسها ما بعده، وماذا يمكن أن يشكل نجاح الفيلم بالنسبة لصناع السينما في لبنان؟
أهم شيء لكي نتمكن من بناء صناعة سينمائية، هو أن نبدأ بتوفير الشرط الأساسي وهو كتابة السيناريو .
للأسف لا توجد في لبنان جامعة تعلم كتابة السيناريو. كتابة السيناريو لها قوانين، تماماً كما انه لا يمكن أن نتخرج من الجامعة ونقول إن اصبحنا مخرجين "كله تفنيص" (كذب). السينما في لبنان لم "تقلّع" لانه لا توجد كتابة سيناريو، لانها هي الأساس والإخراج يأتي من بعدها. وطالما لا يوجد في لبنان اختصاص إسمه تدريس كتابة السيناريو لن يكون هناك انطلاقة سينمائية حقيقية في لبنان.
شاركت في كتابة فيلم "القضية رقم 23" مع جويل توما، إلى جانب كونك مخرج الفيلم ، فهل شكل هذا الامر دوراً مساعداً في نجاح الفيلم؟
انا وجويل لدينا تجارب سينمائية سابقة حيث تشاركنا في كتابة ثلاث افلام، ويوجد بيننا تفاهم مطلق، سواء من ناحية موقفنا من السينما أو من ناحية السيناريو ونحن إعتدنا على العمل معاً.
هل يمكن القول ان فيلم "القضية رقم 23" وضع لبنان على خارصة السينما العاليمة سينمائياً، خصوصاً بوجود أفلام شاركت في مهرجانات عاليمة من بينها افلام للمخرجة نادين لبكي؟
في حال فزنا بالأوسكار يكون الامر جيداً، ولكن لا يمكن لفيلم واحد ان يضع لبنان على خارطة السينما العالمية، بل أن الأمر يتطلب عشرات الأفلام، ومن الضروري ان يكون هناك "عملية سينمائية" أي أن يكون هناك نظام و"سيستم" سينمائي، لأن فوز فيلم واحد بالأوسكار لا يكفي. نحن علينا أن نبدأ، وأن نضع الحجر الاول ولكن لا يمكن بناء صناعة سينمائية على شخص واحد.
مَن ترى أنه من المخرجين اللبنانيين يملك القدرات لتقديم تجارب سينمائية قريبة بنجاحها من تجربة فيلم "القضية رقم 23"؟
لا يمكنني ان أحكم على تجارب المخرجين اللبنانيين وتحديد من يمكن ان يقدم تجربة تشبه تجربة فيلم "القضية رقم 23". توجد الكثير من الطاقات في لبنان، ونحن اثبتنا ذلك على مستوى التمثيل، من خلال الممثلين الذين شاركوا في الفيلم. لا يوجد في لبنان نقص في الطاقات التمثيلية، بل أن ما ينقصنا هو التوجيه، أي كتابة السناريو. لا يمكنني ان أسمي إسم مخرج بعينه، أوا لتمييز في الأفضلية بين مخرج وآخر وهذه ليست مسؤوليتي . ولكن لدي إيمان بالسينما اللبنانية إذا صار هناك رصانة ودراسة أكثر. الطاقات موجودة والذكاء موجود ولكن الامر يحتاج إلى توجيه.
ما هو الفيلم المقبل الذي تستعد له من بعد "القضية رقم 23"؟
أنا احتاج إلى وقت قبل التفكير بإخراج فيلمي المقبل، لانه يجب أن أهتم بإبنتي الصغيرة، خصوصاً وأنني كنت مشغولاً عنها طوال السنوات الماضية. فأنا اخرجت مسلسلين تلفزيونين في فرنسا لمصلحة "Canal+”. اريد ان اتفرغ خلال الأسابيع المقبلة لإبتنتي ومن بعدها يمكن ان افكر بالموضوع .
هل يمكن أن تكون لك مشاركات في الدراما اللبنانية خلال الفترة المقبلة؟
نعم هذا ممكن في حال توفر السيناريو الجيد. لا مشكلة عندي في العمل في السينما او في الدراما التلفزيونية في حال توفر النص الجيد. اهم شيء عندي هو القصة وكيفية بناءها، ولكن في الوقت لا يوجد لدي مخطط سوى للتركيز على مشاريعي الخاصة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي