كشفت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية العام الماضي أن ضحايا الحوادث المرورية قد تخطى عددهم 100 ألف شخص خلال العشرين عاماً الماضية، ومن المعروف أنّ أزمة الحوادث المرورية مسألة تؤرق الكثيرين أفراداً وشركات، وإحدى الأسباب التي تؤدي بعض الأحيان إلى الاصطدام هو غضب وحزن السائق نتيجة لإحدى ضغوط الحياة المستمرة.
في هذا الصدد يسعى مجموعة من الباحثين من شركة "سينسوم" الايرلندية والمتخصصة في تكنولوجيا المشاعر بالتعاون مع شركة "فورد" الشهيرة، إلى تطوير سيارة قادرة على الكشف عن مشاعر السائقين، وذلك لاعتقادهم بانّ السيارة التي تتلائم مع أحاسيس السائقين تجعل عملية القيادة أكثر أماناً، حيث يطمح الباحثين بإدخال أجهزة استشعار بيومترية تُصدر تنبيهاً للسائق أو قد تتولى أمر القيادة بدلاً عنه في الحالات التي تتطلب ذلك، بالإضافة إلى دمج تكنولوجيا التعرف على الوجوه وأخرى لرصد دقات القلب ومعدل التنفس.
وأجُريت أول تجربة للنموذج المبدئي للفكرة في لندن، يوم الثلاثاء الموافق 23 من يناير الحالي، وذلك من خلال طرح سيارة فورد فوكس (طراز آر إس) المُعدَّلة وتم تزويد وتوصيل السائق بأجهزة تعقُّب للياقة وأجهزة استشعار عبر الجلد، فكانت النتيجة أنّ الحاسوب فسَّر البيانات البيومترية التي وضحت الحالة المزاحية للسائق، فأضاءت آلاف من مصابيح النوافذ الجانبية وفقاً لمستوى إجهاد السائق، ووفقاً لصحيفة" الغارديان" البريطانية علّق الدكتور "كافان فيانز"،الرئيس التنفيذي لقسم التكنولوجيا بشركة سينسوم، على تلك اللحظة قائلاً: "كانت تلك اللحظة هي ما نسميه لحظة الطنين، وهي لحظة ذروة النشاط العاطفي، يرتفع معدل ضربات قلبك بنسبة 25%، كما زادت استجابة جلدك الكهربائية بنسبة 25%".
يُذكر أنّ البعض لايزال يرى أنّ هذا النوع من الأبحاث والمنتجات غريباً بعض الشئ وضربُ من الخيال تحقيقها، إلا أنّ الدكتور "مارسيل ماثيسن"، عالمُ أبحاثٍ لدى مركز أبحاث فورد، يرى أنّ استحسان هذا النوع من الأفكار سيزداد مع الوقت وسيطمئن السائقين تجاه التحكم الذاتي للسيارات.