لم تكد المواقع الإلكترونيّة العربيّة ومواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بفيديو الموهبة السورية منال التي أسرت قلوب المدرّبين الأربع في النسخة الفرنسية من برنامج "ذا فويس"، حتّى ضجّت الصّحافة الفرنسيّة بحملة عنيفة على المشتركة ذات الأصول العربيّة طالبت بإقصائها من البرنامج، بسبب تغريدات قديمة لها تعود إلى العام 2016.
وفي التفاصيل، أنّ منال إبنة الـ22 عاماً التي ولدت في فرنسا لأب من أصل سوري تركي، وأمٍ من أصلٍ جزائري، نجحت في تخطّي مرحلة الصوت بعد أن أدار لها المدرّبون الأربعة الكرسي، ووقع اختيارها على المدرّب ميكا اللبناني الأصل، وقد أحدثت ضجّة كونها فتاةً محجّبة، من أصول عربيّة، وبسبب اختيارها أغنية "هللويا" لليونارد كوهين، بالإنكليزيّة والعربية.
لم تكد منال تستوعب حجم التهليل العربي الذي حظيت به على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحافة العربيّة، حتى صعقت بحملة منظّمة تشنّ عليها من قبل فرنسيين، استعادوا تغريدة كتبتها قبل سنتين، وتحديداً يوم هجوم نيس الذي وقع في يوليو عام 2016 وراح ضحيّته 84 شخصاً، ليتبيّن أن منفّذه من أصل تونسي.
يومها كتبت منال تغريدات غاضبة جاء فيها "لقد أصبح الأمر روتينياً، هجوم كل أسبوع، والمفارقة أنّ "الإرهابي" يحمل معه بطاقة هوّيته" وسخرت منال من استغباء الناس عبر إيهامهم بأنّ التحضير لأي عمل قذر، يلزمه إحضار بطاقة هويّة للمنفّذ، في إشارة إلى أنّ منفّذي الأحداث الإرهابيّة التي وقعت في أوروبا، غالباً ما يُعرفون من بطاقات هوّياتهم التي تكون متواجدة في مكان الحادث، وهي تغريدة كانت تعكس رأي جانبٍ واسعٍ من الشارع العربي آنذاك.
منال التي تعتبر من الوجوه المعروفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحظى الفيديوهات التي تنشرها وهي تغنّي بانتشار واسعٍ، لم تنل تغريدتها يوم هجوم نيس ضجّة تذكر، وضاعت ضمن ملايين التغريدات، إلا أنّ فوزها في اختبارات الصوت مساء السبت الماضي، كان حافزاً للبعض لينبش حساب منال على "تويتر"، أو ربّما كانت النيّة مبيّتة لدى البعض، فحاول ضرب منال في مقتل، من خلال إظهارها وهي تهاجم الحكومة الفرنسية، حيث كتبت يومها "الإرهابي الحقيقي هو حكومتنا".
منال لم تقف صامتة أمام الهجوم الذي وصل حدّ الطلب من قناة TF1 ومن برنامج "ذا فويس" استبعادها، بل كتبت توضيحاً أكّدت فيها أنّها تحب بلدها فرنسا، وأنّها لم تدافع يوماً عن الإرهاب، وأن اختيارها أغنية "هللويا" لم يأتِ من فراغ.
وكتبت أنها منذ مساء أمس قرأت الكثير من التعليقات التي خرجت عن سياقها الحقيقي، وتمّ تحميلها نوايا سيئة لا تعكس بأي شكلٍ من الأشكال طريقة تفكيرها.
وأوضحت أنّها ولدت في البيزانسون، وتابعت "أحب فرنسا، أحب بلدي، وأدين بثبات وبكل وضوع الإرهاب، وهذا هو سبب غضبي، كيف بإمكانكم تصديق أنّني أدافع عن أمر لا يستحق الدفاع؟".
وقالت منال إنها تحمل رسالة حب وتسامح وسلام، وإنها لهذا السبب اختارت أغنية "هللويا" التي تعكس رؤيتها كفنانة.
لم يقنع تبرير منال الكثير من الفرنسيين الذين استمرّوا بمهاجمتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين تبريرها بالخبيث الذي لا يعكس نواياها، في حين دافع العرب عنها، داعين إياها إلى عدم الاستسلام وراء الحملة المشبوهة التي تشنّ عليها، واضعين الحملة في إطار المؤامرة التي تشنّ عليها لأنّها تعكس الصورة المشرقة للمرأة المحجّبة.
وتقف منال اليوم أمام تحدّي إعادة كسب ثقة الفرنسيين التي يبدو أنّها اهتزت، إذ أكّد الكثير من المعلّقين أنها لو نجحت في تخطّي اختبار التصويت، فإنها ستفوز بأصوات العرب لا الفرنسيين، داعين إدارة "ذا فويس" إلى إقصائها بحجّة تبرير الإرهاب.
فهل تفعلها إدارة "ذا فويس" فرنسا وتقصي منال؟ أما أنّها ستترك الأمر ليقرّره المشاهدون؟