زار كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والملكة رانيا العبد الله، متحف الـ"لوفر" في إمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية، حيث رافقهما في الزيارة مدير مكتب الملك، ومتحف الـ"لوفر" في أبو ظبي، يعد المتحف العالمي الأول من نوعه في العالم العربي، والذي يسلط الضوء على تاريخ الإبداع الفني للإنسانية، ويبرز أوجه الترابط والقواسم المشتركة لمختلف الحضارات والثقافات، ويشمل على عدد من أشهر وأكثر اللوحات والأعمال الفنية قيمة في العالم، كما أنه يتضمن الكثير من التحف الفنية التاريخية.
وتجول الملك عبد الله والملكة رانيا في عدد من قاعات المتحف، وأطلعا على الأعمال والقطع الفنية المعروضة داخله، والتي يعود بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ، وصولاً إلى الأعمال المعاصرة الحديثة، والتي صممها فنانون عالميون بشكل خاص لمتحف الـ"لوفر" في أمارة أبو طبي.
ومن بين المعروضات الأثرية التي يعرضها المتحف، شاهد الملك والملكة أحد تماثيل "عين غزال" الأثرية البالغة في القدم، والذي تم اختياره كعينة من مجموع التماثيل الـ 36 التي عثر عليها في موقع "عين غزال" الأثري في العاصمة الأردنية عمّان، والتي تحكي تاريخ الحضارات القديمة التي استوطنت في المملكة الأردنية، ما يبرز جذور المملكة الضاربة بالتاريخ، حيث تعود تماثيل "عين غزال" التاريخية هذه إلى العصر الزراعي الأول قبل ما يزيد عن 10 آلاف عام.
واستمع كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والملكة رانيا العبد الله إلى شرح مفصل من رئيس دائرة الثقافة والسياحة في إمارة أبو ظبي محمد خليفة المبارك، حول مرافق ومقتنيات المتحف الذي يضم أكثر من 600 قطعة من المقتنيات الأثرية العريقة والأعمال الفنية المعاصرة، إضافة إلى 300 قطعة من الأعمال المستعارة من المتاحف الفرنسية موزعة على 23 صالة عرض دائمة.
والجدير بالذكر أن متحف الـ"لوفر" في إمارة أبوظبي، يعد المتحف الفني العالمي الأول من نوعه في المنطقة العربية، تم بدء العمل عليه بموجب اتفاقية موقّعة بين إمارة أبوظبي والحكومة الفرنسية تمتد لمدة 30 عاماً، وكان ذلك في العام 2007، حيث تم انجاز المشروع وفتح أبوابه للزوار في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي 2017، وهو من تصميم المهندس المعماري الفرنسي الشهير "جان نوفل"، الذي صممه ليكون على شكل مدينة مصغرة تشبه أرخبيلاً في البحر، وتضم في ما مجموعه 55 مبنى أبيضاً، تم استيحاء تصميمهم من شكل المنازل المنخفضة في الهندسة العربية التقليدية.
ويحتل المتحف ما مساحته 24 ألف متر مربع تقريباً في جزيرة "السعديات" وسط إمارة أبو ظبي، بتكلفة مالية قُدرت ما بين 83 – 108 مليون يورو، وبحسب ما صرّح به المسؤولون عن هذا المشروع الضخم سابقاً، أن المتحف سوف يكون معرضاً للآثار الفنية الآتية من جميع أنحاء العالم، والهدف الأساسي منه هو أن يكون حلقة وصل بين الفن الشرقي والفن الغربي، ليكون ربطاً بين الحضارات الإنسانية المختلفة.