تخيل.. أن توقع تعهداً تتحمل فيه المسؤولية أمام القانون، ويجب أن تكون قد بلغت الثامنة عشر من العمر، حتى تتمكن من تناول البوظة الـ"آيس كريم"، الأمر ليس مزحة ولا خيالياً، بل هو حقيقي للغاية، بل أيضاً هو أمر خطير للغاية، ومغامرة عليك أن تملك قلباً شجاعاً وجرأة كبيرة حتى تخوضها.. هل أنت جاهز لمعرفة هذا الخطر القادم..؟، إذاً اربط حزام الأمان واقرأ ما يأتي.
هذه المغامرة الخطيرة، من الممكن أن تجربها في مدينة "غلاسكو" الأسكتلندية، حيث تم اختراع نوع من الـ"آيس كريم" للشجعان ولمن هم فوق الـ 18 عاماً، فهذه البوظة بنكهة الفلفل الحــــار، أو بتعبير أكثر دقةً، الحار جداً، والذي يعدّ حاراً بأكثر من 500 مرة من صلصلة الـ"تاباسكو" الشهيرة، حيث أطلق السكان المحليين عليه اسم "الآيس كريم الأكثر خطورة في العالم"، ويبدو أنهم صادقين جداً بهذه التسمية.
الغريب أن هذا الـ"آيس كريم" الخطير، والذي اخترعته صاحبة إحدى المقاهي في المدينة وتدعى مارتن باندوني، تم ابتكاره بمناسبة عيد الحب الـ"فالنتاين"، والذي يوافق الرابع عشر من شهر شباط/ فبراير من كل عام، حيث أطلقت باندوني على هذا الآيس كريم اسم "إیل ریسبیرو دیل دیافولو"، لكنها اشترطت على زبائنها حتى يتمكنوا من تذوقه أن يكونوا قد تجاوزا عمر الـ 18 عاماً، وأن يوقعوا على تعهد بإخلاء مسؤوليتها عن أي ضرر قد يُصيبهم، وأن يتحملوا هم المسؤولية كاملةً.
وكانت باندوني قد نشرت إعلاناً عن اختراعها القاتل الجديد، ضمّنت خلاله عدداً من المخاطر التي من المحتمل أن تصيب الزبائن الذين يودون تجربة هذا الآيس كريم، ومنها أنه من الممكن تعرضهم إلى "نوبة قلبية"، حتى أن الموظفين العاملين في هذا المقهى، يضطرون إلى ارتداء القفازات عند صنعه، وذلك لتجنب أي مشاكل جلدية خطيرة قد تصيبهم.
ومن الجدير بالذكر، أن هذا الآيس كريم، يتم صنعه من نوع معين من الفلفل الحار يدعى "تشيليس"، وهو بحسب موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، أحد أكثر أنواع الفلفل حرارة، حيث تصل درجة حرارته على مقیاس "سكوفیل" الخاص بالبھارات إلى 300،1569 درجة.
وفي تصريح أدلت به مارتن باندوني صاحبة المقهى لوسائل الإعلام، أكدت أن جميع المكونات المستخدمة في هذا الآيس كريم مصنعة في إيطاليا، باستثناء هذا الفلفل الحار، كما أكدت باندوني أن هذا الآيس كريم هو الأول من نوعه في العالم بالوقت الحالي، ولا يباع إلا في مقهاها الكائن في مدينة "غلاسكو" في اسكتلندا.
وتضيف باندوني أنها على علم تام بمدى خطورة اختراعها الجديد في عالم الآيس كريم، ولذلك تحتم عليها أن تخبر مفتشي الصحة عن هذا الأمر، وتكشف لهم المكونات التي صنع منها هذا الآيس كريم الحار، كما تشير صاحبة المقهى إلى أنها كانت سعيدة جداً باللحظة التي تم الإتفاق مع مفتشي الصحة على بيع منتجها إلى الزبائن، ولكنهم اتفقوا معها على أن تجعلهم يوقعون تعهداً يخلون مسؤوليتها ويتحملونها هم في حال حدث معهم أي مكروه.