للوهلة الأولى وعند متابعتكِ لمسرحية خواطر شبحة على مسرح جامعة دار الحكمة، يخيل لكِ بأنكِ تحضرين عرضاً مسرحياً في أعظم مسارح العالم، فهو عملٌ فني متكامل العناصر، تنوع بين عرض مشاكل المرأة وفكاهة غلبت على شتى فصوله.
خواطر شبحة مسرحية سعودية نسائية تعكس أحوال المرأة السعودية خلال 60 عاماً من منظور أموات مقابر «أمنا حواء» من خلال ثلاث سيدات: هيا القصيمية التي توفيت بطوفان القصيم عام 1956 في عين ابن فهيد، ومروة المصرية توفيت بتفجير أتوبيس الأمريكان عام 1991، وهيفاء المدرسة من جدة التي توفيت عام 2017 بحادث، تناقش المسرحية 3 قضايا: قيادة المرأة، الولاية على المرأة، والتفرقة بين الأزواج بسبب تكافؤ النسب. تنتهي المسرحية بقرار القيادة وتضمنت استعراضات وكوميديا عميقة.
سيدتي كانت هناك وقابلت كاتبة المسرحية والمخرجة وعدداً من القائمين على إنجاح هذا العمل.
تقول الكاتبة سحر بحراوي «خريجة الجامعة الأمريكية في القاهرة المتخصصة في علم النفس، والتخصص الثانوي كان في الفنون المسرحية عام، والحاصلة على شهادة الماجستير في التسويق»: لقد شجعني والداي على أن أدخل تخصصاً أحبه، مع أنه لا توجد فرص للعمل به في ذلك الوقت، وأصبح حلمي عندما أتيت في سنة 2006 أن نوجد مساحة ثقافية لنرفع الذوق العام، فالمؤسسات التعليمية يقع على عاتقها واجب اجتماعي متمثل بالتثقيف ونشر الوعي، وقد اخترت دار الحكمة لعرض المسرحية؛ لأنني أعتبر هذا المكان جزءًا مني وكنت أعمل هنا.
وعن تعاونها مع المخرجة مها نورالهي تقول: لقد كان لنا عرض اشتركنا فيه سوياً قبل هذه المسرحية، وقررنا أن نكرر التجربة مرة أخرى، فمها مخرجة عظيمة وتستطيع استشفاف الدعابة والحكمة من النص، وتحويلها لأرض الواقع بجمال منقطع النظير.
وتضيف قائلة: نحن نفتقر إلى كتاب المسرح الحقيقيين في المملكة، فأتمنى أن يصبح لدينا كتّاب يكتبون مواضيع أعمق، ويصبح لدينا مسرح دائم، فمن ضمن أهم العوائق التي تواجه المسرح والسينما هو عدم وجود نصوص قوية.
وعن اختيارها للحديث عن قضايا المرأة بشخوص سيدات ما بعد الموت تقول: الفكرة مضحكة جداً وعميقة جداً، ولأنني أريد أن أجمع سيدات من عصور مختلفة حتى نعرض كيف كان الفكر سابقاً، وكيف بات حالياً، فلم أجد أجمل من فكرة ما بعد الموت لهذا الطرح.
ولقد استمر العمل على المسرحية مدة 4 أشهر، بمعدل 4 لقاءات في الأسبوع، وبميزانية إجمالية 400 ألف ريال سعودي.
أما المخرجة مها نورالهي الحاصلة على ماجستير في الدراما، وعضو هيئة تدريس بجامعة دار الحكمة، تحدثنا عن هذه التجربة، فتقول: لقد كان العمل ممتعاً جداً، نحن نريد أن نعطي المسرح قيمته الحقيقية، لذلك بدأنا باستقطاب المواهب الشابة من خلال تجارب أداء قمنا بها في شهر أكتوبر، وفي نوفمبر بدأنا التدريب، وفي ديسمبر تجربة الأداء على المسرح، أما في يناير كانت التدريبات النهائية على المسرح بوجود الموسيقى والإضاءة والمؤثرات، وقد أضافت قائلة: يعتمد نجاح أي مسرحية أو أي عمل فني على قوة النص، التي تتيح للمخرج المساحة والأبعاد الجمالية التي من الممكن أن يضيفها، فالنص الذي كتبته الكاتبة سحر بحراوي فيه كل عناصر المسرحية المتكاملة، وذلك ما جعلنا نستطيع التحكم بثنائية الكوميديا والدراما.
وشاركتنا عميدة كلية دار الحكمة د. سهير القرشي رأيها فقالت: إنه لأمر جميل جداً أن تحضر الفتيات لهذا العرس الثقافي، فبدلاً من حضور الأفراح والأعراس للفتيات وضياع الكثير من الوقت سدى، فها نحن ندخل بنفس الأناقة ولكن لعرس يحمل في طياته مسرحاً أدبياً وثقافياً عميقاً، يعكس واقعنا ويعطينا أبعاداً لأفكارنا وأرواحنا.
يذكر أن المسرحية إنتاج وتأليف وسيناريو وحوار سحر بحراوي، وإخراج مها نورالهي، واستعراضات: هناء الصبان، وبطولة كل من دارين البايض، آلاء الجحدلي، شروق الطيب، وأداء كل من: شيماء أفندي، سارة أبوصبحة، لجين أبوصبحة، ريم الشريف، ميمونة الهوساوي، أمينة أشرف، مها الوتيد، فوزية الجرب، منيرة عبدالواحد، ربا الخريجي، رواف نحاس، أسماء الجرب، وعد آل مبيريك، آمنة عبدالعظيم. وبدعم من هيئة الترفيه.
وسيكون العرضان الثاني والثالث بتاريخ 17 فبراير، 22 فبراير على مسرح دار الحكمة من الساعة 9 مساءً حتى الساعة 10:15 مساءً.