يقول عالم النفس سيغموند فرويد: (مستلزمات العدالة أول مستلزمات الحضارة).
العدالة الاجتماعية مصطلح واسع لكنه عمود رئيسي في تكوين الأمم السليمة وبذرة للانتماءات القومية داخل نفوس المواطنين والتعايش السلمي بينهم.
ولأهمية العدالة الاجتماعية وقوة تأثيرها على المجتمعات البشرية أطلقت الأمم المتحدة يوماً عالمياً خاصاً بها يوافق العشرين من شهر فبراير من كل عام، فهي تسعى من خلال هذا اليوم أن تطلق مواضيعاً سنوية مختلفة لتكفل العدالة الاجتماعية للجميع والتي تعدّها جوهر رسالتها في تحقيق التنمية وصون كرامة الإنسان.
الهجرة لطلب العدالة الاجتماعية
٢٠١٨ كان موضوع اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية ( تَنقل العمّال طلباً للعدالة الاجتماعية) والذي يشير إلى ارتفاع نسب الهجرة للبحث عن فرص عمل مناسبة، فالبحث عن لقمة العيش أصبح الدافع الأساسي للهجرة، حيث بلغ عدد المهاجريين الدوليين أكثر من ٢٥٠ مليون مهاجر، وتقدر منظمة العمل الدولية أن هناك 150 مليون عامل مهاجر على الأقل، 56٪ منهم رجال و 44٪ نساء.
العدالة الاجتماعية في عيون الشباب السعودي
بمناسبة هذا اليوم نزلت "سيدتي" للشارع السعودي وسألت الشباب والفتيات عن مفهوم العدالة الاجتماعية، وهل يمكن أن تكون الهجرة من خياراتهم؟
شريف العتيبي -٢٧ عاماً – موظف يرى أن العدالة الاجتماعية لن تتحقق إلا بالمساواة بين حقوق الجنسين رغم أن هذه المساواة بدأت بوادرها منذ نهاية ٢٠١٧ إلا أنه يرى وجوب تحقيق المزيد، وعن موضوع هذا العام يقول: ((لن أتردد في الهجرة إن توافرت لي فرصة عمل متميزة جداً)).
أما الأكاديمية بيان الشعباني -٣١ عاماً- التي ابتعثت للدراسة بالخارج وعادت للوطن باحثة عن فرصة وظيفية تناسب تخصصها في القانون تقول: ((العدالة الاجتماعية مسؤولية يتحملها المسؤول والمواطن، فهي عملية تكاملية بين الطرفين ونحن نستطيع المشاركة في تحقيق هذه العدالة من خلال المساهمة في خلق الفرص وليس انتظارها، ولا أحبذ الهجرة خارج وطني.
عبدالعزيز العمري -٢٧ عاماً – طالب ماجستير عرّف العدالة الاجتماعية بأنها المساواة الاقتصادية بين أفراد المجتمع ويقول: (( في السعودية أرى بأن العدالة الاجتماعية محققة نوعاً ما وموضوع هذا العام في الهجرة والبحث عن الفرص الوظيفية ربما يُقصد بها البلدان الفقيرة أو التي تعاني من حروب، وبرأيي معنى العدالة الاجتماعية لا يتحقق بالهجرة للبحث عن فرص وظيفية فبعض الدول تجد فيها فرص وظيفية عالية المستوى لكنها تفتقر لهذه العدالة وربما البعض يهجر وطنه المحقق للعدالة الاجتماعية للبحث عن فرصة عمل لايدعمها وطنه بسبب معاناته أو فقره)).
عبدالله عرابي -٣١ عاماً – مهندس أجهزة طبية يرى بأن العدالة الاجتماعية هي الحقوق وعدم ظهور الفروقات في الطبقات الاجتماعية بشكل متفاوت، فبعض المجتمعات التي تفتقر للعدالة الاجتماعية تختفي لديها الطبقة الوسطى فنرى فيها طبقة غنية وأخرى فقيرة فقط، وعن موضوع العام يقول: ((أرى بأن الأولوية للوطن وإن كان قانون وطني لا يتمتع بالعدالة الاجتماعية الكاملة فيمكنني أن أتنازل عن أمور في ظل وجودي بين أهلي وأصدقائي)).