لا بد من أن التعليم أمر غاية في الأهمية، وشيء أساسي، عنصر لا بد منه حتى تتقدم الشعوب وتصير أمماً متطورة ذات شأن إلى جانب نظيراتها من لأمم الأخرى عبر التاريخ، وفي الوقت عينه، يحقق التعليم للأفراد أهدافهم المختلفة والمتنوعة، كلٌ في حياته الخاصة، وفي المجال الذي يدرسه ويتخذه طريقاً لمستقبله، لذلك تم افتتاح المدارس والجامعات والمراكز الثقافية والتعليمية على اختلاف تخصصاتها ومواضيعها، وعلى اختلاف المعرفة التي تقدمها في كل مكان في العالم، ومنذ قديم الزمان والتاريخ، لكن مدرسة واحدة فقط تم افتتاحها مؤخراً في إحدى المدن الفرنسية، قد تجعلنا نقف طويلاً في المناهج والمعلومات التي تدرسها هذه المدرسة، وخاصة موضوع الدراسة الرئيسي فيها.
في الجنوب الغربي من فرنسا، تم افتتاح مدرسة وطنية لتعليم "الحمير"، أجل عزيزي القارئ، "مدرسة وطنية"، والطريف أن الفرنسيين يأتونها من كل مكان في البلاد، والهدف من هذه المدرسة بحسب ما نقلته إذاعة "مونتو كارلو" الدولية، أن يتم تقديم المعرفة والمعلومات لهؤلاء الناس الذين يرتادونها عن كل ما يخص طرق استخدام "الحميــر" في الأنشطة الخاصة في أعمال الزراعة والبستنة، بالإضافة إلى ما يخص المواد الزراعية وإنتاجها، من المواد العضوية وغير العضوية، كل ذلك بالإعتماد على رفاقنا على كوكب الأرض وشركائنا منذ الأزل في العمل والتنقل "الحمير".
وبحسب ما نقلته إذاعة "مونتو كارلو" الدولية أيضاً، أن هذه المدرسة تم إنشاؤها في قرية "فيلنوف سور لوت"، التي تقع في الجنوب الغربي من فرنسا، والتابعة لإقليم "لوت إي غارون"، حيث لحظة الوصول إليها، سنجد لافتة تم وضعها أمام مبناها الذي يأتي خلف بستنان زراعي كبير، كُتب عليها "هنا المدرسة الوطنية للحمير المتخصصة في زراعات البستان".
وأضافت الإذاعة الدولية، بأن هذه المدرسة الفريدة من نوعها على مستوى العالم، وليس فقط على مستوى فرنسا وريفها، تقوم بتدريب المزارعين ومربي المواشي، وهؤلاء الأشخاص الراغبين في إطلاق مشاريعهم الزراعية الخاصة والجديدة، حسب نظام الإنتاج العضوي أو شبه العضوي، يتم تعليمهم على كيفية التعامل مع الحمير، وتدريسهم أفضل الطرق لاستخدامها في هذا المجال.
ولاقت هذه المدرسة الغريبة، والتي تعد الأولى من نوعها في العالم، لاقت رواجاً وانتشاراً كبيرين جداً بمختلف المناطق والمدن والقرى الفرنسية، حيث أصبح الناس يرتادونها من كل مكان، لتعلم ودراسة المعرفة الغريبة نوعاً ما التي تقدمها هذه المدرسة، حيث تقوم بإعطاء دورات تدريبة قصيرة، لا تتجاوز مدة الدورة الواحدة منها الثلاثة أيام فقط، جميعها تختص بالتدريس عن طرق استخدام الحمير في كثير من الأنشطة الزراعية التي يتم تعاطيها في البساتين المخصصة لزراعة الخضراوات والنباتات العطرية أو الحبوب التي يتم زرعها بكميات قليلة، كما تقدم هذه المدرسة العديد من الأنشطة المتنوعة لطلابها في مجال الزراعة المذكور، أنشطة تتراوح ما بين حرثُ أتربة هذه البساتين بواسطة آلات تجرها الحمير، أو نقل المحاصيل منها إلى المستودعات، أيضاً من خلال استخدام الحمير لهذه الغاية.