كشف بحث جديد أجري في كلية الطب بجامعة جورج تاون في العاصمة واشنطن، إن البالغين الذين فقدوا القدرة على الكلام بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، قد يتمكنون قريبًا من النطق مرة أخرى.
وقد كان يعتقد سابقًا أن الجلطة أو النزيف بالدماغ، يمكن أن تتلف بعض الأنسجة من دون القدرة على ترميمها، ومن ذلك، المناطق المرتبطة بالنطق.
ولكن الأبحاث الجديدة أثبتت إمكانية «إعادة تأهيل الدماغ»؛ حتى يتعلم العمل بشكل مختلف، وذلك عن طريق ما يسمى بـ «اللدونة الدماغية»، والتي تعرف بقدرة الجهاز العصبي على تغيير تركيبه وعمله طوال حياته، كرد فعل على اختلاف البيئة.
وأظهرت نتائج عمليات المسح التي أجريت على الأطفال والشباب الذين عانوا من الإصابة بالسكتة الدماغية عند الولادة، وهي حالة نادرة يعتقد أنها تؤثر على واحد من بين 4 آلاف طفل عند الولادة، قدرة الدماغ على إعادة تجديد أنسجته؛ مما جعل القدرة على تعلم اللغة تظهر في المنطقة المقابلة، بمثابة مرآة عاكسة للجانب الأيسر العادي.
ووفقاً لـ«روسيا اليوم»، تعتمد الطريقة الجديدة للترميم، على التحول من استخدام النصف الأيسر من الدماغ، المسئول عن اللغة، إلى النصف الأيمن عند الرغبة في التحدث؛ وفقًا لما صرحت به الدكتورة إليسا نيوبورت، أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب في الجامعة ذاتها؛ مشيرةً إلى أن مرونة أدمغة الأطفال النامية، تجعلهم أكثر قدرة على التعافي من السكتة الدماغية من البالغين.
ويستخدم العلماء هذه المعرفة الآن؛ لتطوير أدوية قادرة على دعم إصلاح التلف الذي يصيب أجزاءً من الدماغ، وهو ما قد يعطي أملاً للمصابين بالسكتات الدماغية، من خلال مساعدة أدمغتهم على التعافي.
ولفتت الدكتورة نيوبورت، إلى أن هذه الطريقة تعتمد على نقل الوظائف إلى منطقة صحية، ويجري الآن العمل على إجراء المزيد من البحوث؛ لمعرفة ما إذا كانت هناك وظائف أخرى غير اللغة يتم نقلها، وإلى أين؟.
ويقول فريق البحث، إن المزيد من البحوث ستتيح إمكانية استخدام هذه الطريقة من قِبل الأشخاص الأصحاء، بهدف تعلم لغة ثانية.