في كل يوم نسمع أو نرى أشخاصاً هنا أو هناك بمختلف دول العالم، يأسسون أحزابهم السياسية الخاصة، التي تحمل أفكارهم وأهدافهم، أو ينتمون إلى أحزاب سياسية معروفة، يرون أنها تحقق رؤيتهم العامة، ويقتحمون عالم السياسية الذي يعد مُشرعًا بابه للجميع، إن كان بالمشاركة أو بتقديم آرائهم بأهم القضايا الراهنة، هذه القضايا التي لا تنتهي على الإطلاق، ولكن في ألمانيا، حدث طارئ طريف في هذا المجال.
كشفت تقارير صحفية ألمانية مؤخرًا، عن نيل الكلبة "ليما" عضوية الحزب الإشتراكي الديموقراطي، في العاصمة الألمانية برلين، والذي يبدأ بشكل رسمي، التصويت من قبل أعضائه، بما يخص الموافقة أو عدم الموافقة على الدخول في ائتلاف حاكم مع "التحالف المسيحي"، الذي تنتمي إليه المستشارة "أنجيلا ميركل" التي تعد إحدى أقوى النساء في العالم، وأكثرهن تأثيرًا.
وفي التفاصيل، نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية في عددها الأخير، أنه تم إدراج عضوية الكلبة "ليما" في سجلات الحزب الإشتراكي الديموقراطي الألماني، وذلك عبر تقديمها لطلب العضوية عبر شبكة الإنترنت، وبحسب بيانات الحزب الإشتراكي، فإن بيانات "ليما" كانت كاملة تماماً، إذ أن طلب الانضمام كان قد تضمن بيانات باسم نسائي وعنوانًا سكنيًا وحسابًا بنكيًا وعنوان بريد إلكتروني كلها صحيحة وموجودة في الواقع، ولكن كان قد تم تزوير عمر الكلبة "ليما" والبالغ ثلاثة أعوام، ليتم كتابته على أنها بعمر الـ 21 عامًا، وهو عمر الكلاب الإفتراضي الذي يقارن بأعمار البشر.
ومن جهته، نفى الحزب الإشتراكي الديموقراطي ما تم تداوله من أخبار، حيث أكد المتحدث باسم الحزب، بأن ما يتم تناقله عن حصول "كلـــبة" على عضوية الحزب، ما هو إلى عضوية مزيفة لا أساس لها من الصحة، وأضاف أنه لم ينضم كلب لعضوية الحزب الإشتراكي الديموقراطي الألماني على الإطلاق، ولن يكون ذلك في المستقبل بكل تأكيد.
وأشار المتحدث باسم الحزب أيضاً، إلى أنهم يدرسون مدى إمكانية إلغاء هذه العضوية المزيفة، مؤكدًا أنها تمت من أحد الأشخاص المناهضين للحزب وأفكاره بنية التضليل خاصة في هذه المرحلة الحالية، التي تحمل قرارات سياسية مصيرية تخص الحزب الإشتراكي الديموقراطي، كما ذكر أنه على الرغم من أن اسم الكلبة "ليما" بات مُدرجًا في سجلات وبيانات الحزب، إلا أنها بالتأكيد لن تشارك الكلبة "ليما" بكل تأكيد في تصويت الأعضاء، والذي يبدأ حالياً بشأن اتفاقية الإئتلاف الحاكم مع "التحالف المسيحي" الذي سبق ذكره، وذلك بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ومن الجدير بالذكر أن يبدأ الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني خلال الفترة المقبلة، عملية تصويت أعضائه جميعهم بشكل رسمي، فيما يخص الموافقة أو عدمها على الدخول في ائتلاف حاكم مع "التحالف المسيحي"، حيث من المفترض أن يحصل جميع الأفراد المنتمين للحزب، والذي يبلغ عددهم أكثر من 463 ألف مواطن ألماني، على وثائق التصويت الكترونياً، والتي سيقومون بدورهم بإرسالها عبر البريد إلى مجلس قيادة الحزب، وذلك اعتباراً من يوم السبت المنقضي 24 شباط/ فبراير، وحتى ثاني أيام شهر آذار/ مارس المقبل من هذا العام.