حرَّم عدد من المختصين في عقود النكاح الزواج المؤقت الذي يتم بين طرفين عن طريق نص كتابي، يُرسل بواسطة برنامج التواصل الاجتماعي "واتس أب"، حيث يقوم الرجل بطلب المرأة للزواج على سنة الله ورسوله، فترد عليه بالقبول، قائلة: "زوجتك نفسي"، لتصبح منذ تلك اللحظة "حلالاً له" دون توثيق شرعي، أو شهود. واستند المختصون في ذلك إلى ما وصفوه بـحجج شرعية مقنعة، وأكدوا لـ "سيدتي" أن هذا النوع من الزواج ما هو إلا تنصُّلٌ من المسؤولية الزوجية، أو رغبة في الحرية، سواء كانت المرأة بكراً، أم مطلقة، أم أرملة.
وأكد رجل الدين والمشرف على مركز البيت السعيد للاستشارات الأسرية في المنطقة الشرقية صالح البراهيم، في اتصال مع "سيدتي"، عدم صحة هذا النوع من الزواج، وأنه محرَّم، ولا يستند إلى حجج وبراهين شرعية، قائلاً: "لإتمام الزواج سواء كان مؤقتاً، أم دائماً لابد من اكتمال شروطه، ومن أهم هذه الشروط التلفظ بصيغة الزواج لا كتابته".
وأضاف البراهيم، أن أصل الحكم الشرعي في إتمام الزواج المؤقت، أو الدائم، هو التلفظ بين الطرفين بصيغة إتمام الزواج، سواء من خلالهما، أو عن طريق وكلائهما في هذا الشأن، إضافة إلى الأمور الأخرى المعروفة، من أهمها الاتفاق على المدة الزمنية إذا كان الزواج مؤقتاً، وتحديد المهر، منوهاً إلى أن هذه الأساليب التي يمارسها بعض الأشخاص تدخل ضمن الأمور المحرَّمة شرعاً.
الشيخ ناصر الخالدي، عضو مركز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدمام، قال من جهته: إن هذا الزواج يعد نوعاً من العبث، الذي يفتقد لأي أساس شرعي.
وأضاف أن مَنْ يُقدمون على ذلك لم يفهموا تفسير رأي علماء الدين في الزواج الدائم، أو المؤقت، وعدَّ أن للمرأة الراشدة الحق في أن تزوج نفسها شرط اكتمال شروط الزواج، لذا لا يجوز الاكتفاء بالقبول عن طريق الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي.
أما المحامي والمستشار القانوني محمد عثمان، فقال: "ظاهرة تزويج المرأة نفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل الواتس أب، وسكايبي، أو حتى من خلال الرسائل النصية لا تعدو كونها حالات فردية".
وأضاف عثمان: "لصحة الزواج يجب توافر أركانه، وهي الإيجاب، والقبول، والإشهار، والصداق، وأيضاً موافقة ولي الأمر، لذا فإن الزواج عن طريق واتسآب لا نجزم بصحته لاعتبارات كثيرة، منها عدم موافقة الولي حماية لها، وحفاظاً على حقوقها التي أقرتها الشريعة الغراء. وبيَّن أن هناك حالات ضاعت فيها حقوق المرأة ما أدى إلى حصول نزاع قضائي بين الأزواج.
وبحسب روايات سيدة أرملة، تؤيد فكرة الزواج بهذه الطريقة، فقد قالت: "في الماضي لم تكن هناك عقود موثقة بين الزوجين، وكان الزواج عبارة عن قبول وإيجاب كتابي، وقد قرأت فتاوى بهذا الخصوص". في المقابل قالت سيدة مطلقة: إنها تلقت عرضاً بإتمام الزواج بهذه الطريقة بسبب طلبها من الشخص الذي يرغب في الزواج منها أن يكون زواجهما سراً خشية من ردة فعل زوجها السابق.