مع اقتراب حلول شهر رمضان، يتخوّف الممثلون والنقّاد من أن يؤثر التأخّر في بدء تصوير الأعمال الدراميّة على جودة المنتَج الدراميّ، بسبب طلب العروض الذي أعلنه التلفزيون متأخّراً، وعلى بُعد أسابيع، لا تكفي لتصوير الأعمال التي تمّت إجازتها في ظروف غير مريحة.
وقال المنتِج التلفزيونيّ أحمد السمّاني ـ في هذا الصدد ـ إنّ طلب عروض برامج رمضان لم يمنح حتّى لبعض شركات الإنتاج وقتاً كافياً لتحضير نفسها لهذه المرحلة الجديدة التي يُراهن من خلالها المسؤولون على تكافؤ الفرص بين الشركات التي ستجد نفسها في سباق مع القوت لإنهاء التصوير و(باس) بصرف النظر عن شيء اسمه الجودة.
الممثل ضحية
وقالت الممثلة نزهة الركراكي إنّ الممثل كثيراً ما يكون هو الضحيّة، لأنّ جميع الأضواء تُسلّط عليه بالدّرجة الأولى، لأنّه هو من يكون وجهاً لوجه مع المشاهد. وممّا يزيد من جسامة مسؤوليّة الممثل هو مشاركته في أكثر من عملٍ واحدٍ، فيضطرّ إلى التوفيق بين عملين أو أكثر، ممّا يُسبّب له التّعب والإرهاق؛ لذلك يبدو أنّ الفترة الزمنيّة التي تفصلنا عن حلول شهر رمضان سيعيشها الممثل، قبل غيره، تحت الضغط النفسيّ.
سباق مع الوفت
وعبّر الممثل عزيز الحطاب بدوره عن أمله في أن تعود عجلة الإنتاج إلى الدوران، في أقرب وقت، من أجل ربح الوقت وضمان جودة الدراما الرمضانيّة، علماً أنّ الفترة الزمنيّة التي تفصلنا عن رمضان تبقى محدودة، وقد تتطلّب من المخرجين التّصوير ليلاً ونهاراً، عسى أن يكون المنتج الدراميّ جاهزاً في الموعد.
ومن جهته، قال المخرج التلفزيونيّ حميد زيّان إنّ مهمّة المخرج لا تقلّ مسؤوليّة عن مهمّة الممثل؛ فجميع المتدخّلين والشركاء في صناعة المنتج يحملون نفس الهمّ؛ لذلك من الصعب الحديث عن الكاستينغ بقواعده الحرفيّة أو الحديث عن شيء اسمه الظروف المريحة في التصوير، لأنّ الجودة لا تتحقّق إلا بتوفير مجموعة عناصر، أوّلها الوقت الكافي للممثل وطاقم التصوير لالتقاط أنفاسهم.
الدراما الهابطة
ويضمّ الممثل يونس ميكري صوته إلى بقيّة الممثلين، ممّن تحدّثنا إليهم، وهو الذي فرغ مؤخّراً من تصوير فيلمه السينمائيّ "عيد ميلاد"، لمخرجه لطيف الحلو، إنّ مسؤوليّة الممثّل في هذه الحالة تفرض عليه اختيار الدراما الهادفة التي سيطلّ من خلالها على جمهوره في شهر رمضان، حيث تصل فيه درجة المشاهدة للدراما حدّ الذروة، من دون الانسياق في المشاركة في عدّة أعمال، سواء بدافع الربح أو جبراً للخواطر؛ فالوقت لا يبدو كافياً، والسباق بين شركات الإنتاج مشتعل على من تسمّيهم "نجوم الشاشة"، وهنا بيت القصيد؛ لأنّ الممثل ينبغي أن يحتكم لضميره، تفادياً لتكريس الضعف الذي تتّسم به الدراما الهابطة، وإن كنّا نتمنّى أن تكون الجودة هي سيّدة شاشة رمضان 2013.
صراع فنيّ
يرى خالد قاسميّ (مهتمّ بالشّأن الفنيّ وناقد) أنّ الموسم الرمضانيّ سيشهد صراعاً فنياً بين شركات الإنتاج لتأكيد جدارتها أوّلاً بالثقة التي حظيت بها من قبل "اللجنة الوطنيّة لقراءة المشاريع الرمضانيّة"، إلى جانب تأكيدها أنّ اختيار أعمالها الدراميّة من دون غيرها لم يكن اعتباطاً، في الوقت الذي ستتنافس تلك الشركات للتعاقد مع نجوم الدراما للرفع من عائدات الإشهار ورعاية برامج شهر رمضان. وأتوقّع كمهتمّ بالشأن الفنيّ أن تكون "المعركة" المقبلة، هي "معركة" من أجل الانفراد بنجوم التّمثيل والتّعاقد معهم؛ وقد يكون التعاقد "حصريّاً" من طرف كبريات شركات الإنتاج الدرامي مع ممثلين من الدرجة الأولى لإلزامهم بعدم المشاركة في أيّ عمل دراميّ آخر.
وهذا لا يمنع من التأكيد أنّ الوقت الذي يفصل بين حلول شهر رمضان ومرحلة البدء في التصوير لن يسمح بإنهاء عمليّة التصوير بالكامل قبل حلول شهر رمضان، حيث من المتوقّع أن يتواصل التصوير حتّى خلال الأسبوعين الأوّلين من الشهر المبارك.
دراما رمضان المغربية 2013 بأي حال ستعود ؟
- مشاهير العرب
- سيدتي - محمد بلال
- 12 أبريل 2013