على الرغم من الأجواء المناخية الرائعة التي تشهدها السعودية حالياً مع قرب دخول فصل الربيع، إلا أن على جميع المواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر لتجنب الإصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا". هذا ما أكده لـ "سيدتي" استشاري علم الجراثيم والأمراض الوراثية في إدارة الرعاية الصحية بالمنطقة الشرقية الدكتور شوقي المشرف، الذي قال في اتصال معنا: إن حواضن وسلالة فيروس "كورونا" تشهد نشاطاً ملحوظاً خلال هذه الفترة من كل عام، خاصة في المناطق التي تعيش فيها الإبل، باعتبارها الفترة الموسمية التي تزيد فيها إفرازات الفيروس الحي من قِبل الإبل.
وأضاف المشرف، أن السبب الرئيس في الإصابة بالفيروس، هو انتقال المرض عبر الهواء من أماكن تعيش فيها الإبل إلى مناطق أخرى قريبة منها، وباعتبار أننا نعيش حالياً الانتقال من فصل مناخي إلى آخر مع ما يصاحب ذلك من تقلبات جوية سواء هبوب الرياح، أو هطول الأمطار، فإن هناك احتمالية كبيرة للإصابة بالمرض.
وتابع المشرف، أن الإصابة قد تنتج عن انتقال العدوى من شخص مصاب، له علاقة بالإبل، إلى شخص ليس له علاقة، وقد تنتج عن الإصابة بالمرض نزلات برد، والتهاب في الجهاز التنفسي المعروف بـ "سارس"، المرتبط بثلث التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
وبيَّن المشرف أنه لا توجد إحصاءات نهائية عن عدد الذين أصيبوا بهذا الفيروس في السعودية، لأنه مرض يتطور بين الناس، موضحاً أن هناك حالات أصيبت بالمرض من خلال نقل العدوى من إنسان إلى إنسان، وليس من الحيوانات فقط، وأن هذه الحالات قد تم التأكد منها في الواقع.
وذكر المشرف، أن الإجراءات المتبعة للوقاية من الفيروس هي بالابتعاد عن الأماكن التي تكثر فيها الحيوانات سواء في الأسواق، أو المسالخ، وقال: آلية انتقال المرض عند هذه الحالات يكون عبر تلوث البيئة، أو الاتصال المباشر بهذه الحيوانات، ما قد ينتج عنه إصابة الجهاز التنفسي لدى الشخص بمرض السعال والعطس.
ونوه بجهود وزارة الصحة المتواصلة في الحد من انتشار المرض من خلال عزل الحالات مبكراً في المنشآت الصحية، ثم القيام بفحص القريبين من الحالات المصابة، وذلك بعد أخذ العينات اللازمة للتأكد من عدم الإصابة بالفيروس، إضافة إلى إتلاف كافة الحواضن التي تعيش فيها الحيوانات المشتبه في إصابتها بالفيروس.