تكوين الأسرة ليس بالأمر السهل، ويستوجب الكثير من التعاون من قبل الزوجين، ولكن في حال الانفصال بين الأم والأب فقد تنتهي العلاقة الزوجية، ولكن لا تنتهي علاقتهما بالأبناء.
«سيدتي» التقت بالدكتور هاني الغامدي المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية، والذي بين أن الطلاق بين الزوجين وارد، ولكن يجب التحلي بما جاء في القرآن الكريم حيال ذلك: (فإمساك بمعروف أو تسريحٍ بإحسان).
وبين الغامدي أن الإحسان يشمل أيضاً ما بعد الطلاق، وقال: «فبعد التسريح يجب أن يكون هناك احسانٌ للطرف الآخر وليس اللعب بورقة الأطفال في الضغط عليه، وبالتالي يجب رعاية هؤلاء الأطفال والإحسان إليهم ببقائهم مع من يوفر لهم الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية، وأيضاً يجب على من يرعاهم أن يتحلى بسلوك جيد واستقرار نفسي».
وأضاف: «إذا ثبت أن أحد الطرفين غير مناسب لرعاية الأبناء من الناحية النفسية والسلوكية فلابد من التوجه للقضاء؛ لكي يفصل في ذلك».
وتشير الدكتورة منى الصواف، استشارية نفسية وخبيرة دولية في الأمم المتحدة، إلى أن الطلاق قد يكون الحل للعديد من المشكلات الزوجية والتي تؤثر سلباً على الأطفال، وقالت: «وجد أن الطفل يكون أكثر استقراراً إذا بقي مع أحد الأبوين ويتواصل مع الوالد/الوالدة بالاتفاق، ويكون الطفل مستقراً أكثر من الاستمرار في العيش مع والديه وسط الخلافات الشديدة بينهما».
واستطردت: «من المهم جداً أن لا يتم إقحام الطفل في هذه الخلافات، سواءً قبل أو بعد الطلاق، وأن يتم ضمان حقوقه كاملة من جميع الجوانب -المادية والإقامة والتعليم والرعاية النفسية- ويجب أن تكون حضانة الطفل مع أحد الأبوين، ويسمح للوالد/ة برعاية الطفل بصورة منتظمة وليس فقط الزيارات».
ويتم اختيار الطرف الحاضن (الأم أو الأب) حسب المعايير النفسية التي تجعل مصلحة الطفل واستقراره النفسي أولوية:
١. أن يكون الشخص مستقراً نفسياً، ولديه القدرة على التحكم الجيد في الغضب والانفعالات النفسية.
٢. لديه القدر الكافي من الوقت، والإحساس بتحمل مسئولية تربية الطفل.
٣. لديه أفراد أسرة داعمون له وللطفل مادياً ومعنوياً.
٤. من المهم أن يكون هناك تواصل بصورة دورية ومنتظمة مع الطرف الآخر، ومناقشة الأمور الخاصة بتربية الطفل، بحيث تستمر نفس أنماط التعامل والتربية عندما يذهب الطفل لزيارة الوالد/ الوالدة.
مسقطات حضانة الطفل:
١- الإسلام: فلا حضانة لغير المسلم على مسلم.
٢- البلوغ والعقل: فلا حضانة للمجنون والمعتوه.
٣- الأمان في السكن: فلا حضانة لمن يسكن في مكان غير آمن ويكثر فيه الفساد.
٤- القدرة: فلا حضانة لعاجز بدنياً أو كبيرٍ في السن أو فقيرٍ.
٥- السلامة الصحية: فلا حضانة للمريض مرضاً مزمناً أو معدياً وبحاجة لمن يعتني به.
٦- الرشد: فلا حضانة لسفيه.
٧- الحرية: فلا حضانة للمسجون والمحكوم عليه بحكم قضائي.
٨- العدالة: فلا حضانة لخائن لأنه غير مؤتمن ولا لفاسق كالمتعاطي للمخدرات أو شارب الخمر أو المتحرش والزاني، وكل مرتكب سلوك يتنافى مع الشرع والآداب العامة.
٩- المعاملة الحسنة: فلا حضانة للمُعنِف ومن يؤذي المحضون جسدياً ويضربه.
١٠- أن تكون المرأة غير متزوجة: إذا وافق زوجها الذي تزوجت به على حضانة أبنائها، فلا تسقط حضانتها، إذا ثبت عدم صلاح الأب في حضانة أبنائه.
إحصائية وزارة العدل لصكوك الزواج والطلاق في السعودية:
بينت إحصائية وزارة العدل لعام 2017 أنه بلغ إجمالي القضايا الواردة لمحاكم الدرجة الأولى خلال شهر واحد أكثر من (91) ألف قضية، بزيادة قدرها (11%) على العام الماضي.
وقد بلغ إجمالي الأحكام الصادرة من تلك المحاكم لشهر واحد أكثر من (51) ألف حكم، بزيادة وقدرها (29%) على العام الماضي.
وأما عن عقود النكاح، فبلغت خلال شهر واحد من عام 2017 -بحسب التقرير- (17.962) عقداً بزيادة قدرها 30% على عقود النكاح الصادرة في شهر واحد من العام الماضي، وصدر أكثر من 55% من إجمالي عقود النكاح في منطقتي مكة المكرمة والرياض، وتراوح عدد عقود النكاح الصادرة يومياً بين 490 عقد و1653 عقداً يومياً.
كما أظهر التقرير إجمالي عدد صكوك الطلاق؛ حيث بلغت 6177 صكاً صدر نصفها تقريباً من منطقتي مكة المكرمة والرياض، وتراوح عدد صكوك الطلاق الصادرة يومياً في جميع مناطق المملكة ما بين 243 و316 صك طلاق يومياً.