في حياة كل منا وهم كبير اسمه الحب الأول، هذا ما قاله الروائي الكبير إحسان عبدالقدوس في مقدمة روايته الرائعة (التي كانت بعنوان) «الوسادة الخالية»، اليوم تعاد القصة بسيناريو واقعي مختلف، كشفت عنه «سيِّدتي نت» من خلال فتح قضية خربت الكثير من البيوت!
يروي الموظف «ح.أ»، متزوج للمرة الثانية، قصته قائلاً: «بعدما أجبرتني الظروف المادية على طلاق زوجتي، على الرغم من حبها الذي تملَّك قلبي، وحين تحسنت أوضاعي المادية كان أهلها قد زوَّجوها من غيري، وكان من الضروري لي أن أتزوج أنا أيضاً، ولم أشعر نهائياً بأن زوجتي هي حبيبتي مثلما شعرت مع زوجتي الأولى، فما كان مني إلا إن أستحضر حبيبتي، حين ألتقي زوجتي الحالية وقت العلاقة الشرعية الحميمة، حتى أنني اشتريت لزوجتي الثانية ملابس من النوع نفسه الذي تستعمله طليقتي، ومازلت أحبها».
ويضيف: «حين شعرت زوجتي بأن روحي لا تكون معها أثناء العلاقة الحميمة، أعلنت عن انزعاجها من ذلك، محاولة أن تستفسر عن سبب غيابي عنها، وأنا أشاركها غرفة واحدة بل وفراشاً واحداً، ولم أستطع التصريح بالطبع، ففكرت للجوء إلى العلاج النفسي، فأنا مازلت أحاول الخروج من الحالة التي كادت تخرب علاقتي بزوجتي نهائياً».
حديث ربات البيوت
قصة أخرى أكثر انتشاراً ترويها إحدى الزوجات، التي رفضت حتى ذكر الحروف الأولى من اسمها عن حديث يدور دائماً في الجلسات النسائية لربات البيوت، قائلة: «يدور الحديث دائماً حول مدى وسامة الفنانين في كثير من الأحيان، إلى الدرجة التي يأتي أحد الفنانين في أحلام إحداهن، وتزيد المشكلة عندما تستحضره أثناء العلاقة الحميمة بينها وبين زوجها، ويذكر ذلك بيننا على سبيل المزاح، ولو عكسنا المسألة وشعرت المرأة بذلك مع زوجها، ربما هي من تقيم الدنيا ولا تقعدها، وأحياناً قد تحتفظ بالأمر لنفسها، ثم تحاول أن تخلق لزوجها الكثير من المشاكل؛ انتقاماً منه على ذلك، وبعضهن أكثر ذكاءً، فتعمل على تجميل ذاتها بكل السبل الممكنة لسد كل الثغرات أمام الزوج» فالمرأة لو شعرت بأن زوجها يستحضر امرأة أخرى بأي صورة من الصور تنقلب الصورة أمامها، وتلغي مشاعرها معه إلى أن تلغيه هي الأخرى من واقعها، وبعضهن يطلبن الطلاق الفوري.
اللجوء للعلاج
يقول الأستاذ في قسم الإعلام جامعة الملك سعود، الدكتور حزاب بن ثاني الريس: «في اعتقادي أن هناك بعض الحالات يكون فيها الحب الأول متمكناً من الإنسان، وهذه الحالة قد تكون طبيعية في المراحل الأولى من حياة الطرفين مع بعضهما، لكنها يجب أن تتلاشى تدريجياً، وفي حال استمرارها يجب أن يتجه الإنسان إلى العلاج النفسي، الذي سوف يعمل على تدريب الإنسان سلوكياً، واستبدال الصور الواقعية بالصورة الوخيالية، وتقبل الإنسان لواقعه».
التخيل حق للإنسان
يؤكد الحميدي العنزي، وهو موظف، على أن التخيل حق لكل إنسان، ما لم يؤذ مشاعر الطرف الآخر، خصوصاً وقت ممارسة العلاقة الشرعية بين الأزواج، ويضيف قائلاً: «طالما أنه شعور داخلي وبما أنها تحقق للشخص رغبة، فلا مانع من ذلك، لكن من دون علم الطرف الآخر، فالهدف من العلاقة الحميمة هو وصول كلا الطرفين إلى الشعور باللذة».
الدريعي: تخيل الحبيب الأول وقت المعاشرة لا يعدّ زنا
يقول الدكتور حسن الدريعي، أستاذ مساعد في قسم علوم القرآن، بكلية أصول الدين بجامعة الإمام: «استحضار الحبيب أو الحبيبة الأولى خلال المعاشرة بين الأزواج لا يعدّ زنا، فالله سبحانه وتعالى لا يؤاخذنا على حركات القلب، أو التفكير في أي شيء لم ننطق به، حتى يطبق الفعل، وما يحدث لبعض الأزواج والزوجات من تخيل الحبيب الأول سواء أكان زوجاً أم زوجة في الماضي خلال المعاشرة بين الأزواج يعدّ وسوسة من عمل الشيطان؛ للسعي لخراب البيت».
المشيقيح: التخيل يعزز الغرائز لدى الزوجين
يؤكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة القصيم الدكتور عبدالعزيز المشيقيح أن هذا الموضوع أثار الجدل مؤخراً، خصوصاً بين الأزواج المصرحين فيما بينهم وقت العلاقات الحميمة والمضاجعة، ويعتقد أن النسيان أو تناسي ذلك أجدى للزوجين، ويستدرك: "ربما تخيل ذلك يساعد على علاج الكثير من العجز الجنسي، كما أنه ربما يعزز الغرائز الجنسية لدى الزوجين، شريطة ألا يؤدي ذلك لمحظور، وهناك بعض الفقهاء يرون ذلك محرماً؛ لكون التخيل بشخص عند المعاشرة أقرب للزنا، ولكن نسـأل الله أن تكون آخر الآيات من سورة البقرة «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت».
تفاصيل أكثر في عدد "سيدتي" 1675.