أن يضع رجل عطراً نسائياً أمر قد يشوش نظرتنا إليه؛ إذ إن الأمر لا يبدو طبيعياً أبداً.. ولفهم الأسباب والتحقيق في مدى غرابة أو طبيعة الأمر، التقت «سيدتي» شباباً يستعملون أو استعملوا عطوراً نسائية.. حيث بدت لكل حكاية خصوصيتها.. فما العيب في أن يضع الرجل عطر امرأة؟
بداية يقول أيوب «27 سنة»: «كنت على موعد مع إحدى الصديقات، وبينما كنت أنتظرها فكرت في شراء هدية لها، وبالمصادفة وجدت نفسي على بعد بضعة أمتار من محل لبيع العطور، فدخلت وابتعت لها قنينة عطر. أعجبتني رائحته فوضعت منها وأخذتها، لكنني بعد أن اكتشفت أمري اضطررت أن أقدمها لها هدية».
نوفل «22 سنة» له قصة طريفة مع العطور حدثنا عنها بابتسامة، وهو يقول: «حكايتي مع عطر النساء غريبة، فقد كنت أفرغ زجاجة عطر والدتي على رجلي؛ انتقاماً من أمرها اليومي بأن أغسل قدمي كل يوم قبل النوم، ولا أدري إن علمت بالأمر ماذا سيكون مصيري».
رائحته لا تزول
علاء «21سنة» أيضاً، أحب أن يشاركنا رأيه: «فعلاً، لا أنكر أني استعملت عطوراً نسائية مختلفة أكثر من مرة، ولكني لم أضع يوماً عطراً من النوع الغالي؛ لأنه سيكشفني بسرعة؛ ولأنه لا يزول حتى بعد غسل الثياب».
أما يوسف «25 سنة» فعبر بكل ثقة قائلاً: «نعم وضعت عطراً نسائياً مرات عديدة، ليست لديّ مشكلة في ذلك، فالأهم بالنسبة لي هو أن تنبع من الجسم رائحة زكية. لا أمانع في أن يستعمل نفس العطر من طرف الجنسين».
طرد رائحة الدخان
المذيع الصحافي نوفل العواملة «33 سنة»، يكتفي بالتعليق على الموضوع قائلاً: «استعملت عطراً نسائياً ذات مرة؛ لأزيل رائحة الدخان من ملابسي».
يرى البعض، عكس ما جاء به يوسف، أنه من العيب وضع عطور نسائية، وليس هناك تبرير لهذه العملية، وأنه من الضروري على المرأة والرجل الالتزام بالقواعد المنطقية. في حين يرى زكرياء «بائع عطور» أن تركيب العطر فن ليس له جنس ولا قاعدة، فالرائحة الطيبة تصلح للاستعمال من الطرفين كرائحة العود والمسك والعنبر، كما أكد من جهة أخرى أن خبرته تجعله يميز من الزبائن من يشترون عطوراً نسائية لأنفسهم، ويدعون أنها هدية للجنس اللطيف.
علم النفس
إذا كان هناك من يستغرب هذه الظاهرة أو لم يستطع تفسيرها بأية طريقة، فعلم النفس في شخص الدكتور أبو بكر حركات يشرحها كالتالي: مسألة اختيار الألوان أو العطور هي مسألة مرتبطة بالذوق بالدرجة الأولى، والذوق هو عرف اجتماعي. واستعمال العطور النسائية هو اختيار وذوق بعض الرجال، والأذواق لا تناقش. هناك حالات من المثليين أو من لهم جرعة زائدة من الأنوثة يترددون كثيراً على العطور النسائية، ولكن في الوقت نفسه هناك ذكور يستعملونها؛ لأنهم يحبونها بكل بساطة، أو لأنها تذكرهم بعطر الأم أو بمرحلة الطفولة أو مرحلة أخرى أو بشخص ما عزيز أو مكان جميل.
رأي النساء
إن كان علم النفس يعتبر أن استعمال عطور نسائية من طرف الرجال قد يكون أمراً عادياً جداً لا يرتبط بأي نوع من الأمراض أو الاضطرابات، فما رأي النساء في هؤلاء الرجال؟
سارة سفر «27 سنة»: «شخصياً لن أسيء الظن برجل إن كان يضع عطراً نسائياً؛ لأنها ربما قد تكون رائحة قد التصقت به أو وضعها بالخطأ، خاصة إن لم تكن له خبرة في العطور».
وتؤكد إخلاص «23 سنة» ما جاء به الدكتور حركات إذ تقول: «صراحة كنت من قبل أنتقص من قيمة الرجل الذي أشم فيه رائحة عطر نسائي، بل كنت أشك في رجولته. هذا كان الحكم الذي أصدرته على شاب كان يدرس معي، وكنت غالباً ما أشم فيه أحد العطور النسائية المعروفة، ولكني في يوم من الأيام سمعت عن قصته مع فتاة كان يحبها، وفرقت الأقدار بينهما، وليتذكرها دائماً ما كان يضع من عطرها. كان هذا نوعاً من الإخلاص والوفاء اللذين جعلاني أغير رأيي فيه».
تصريح النساء لم يكن دائماً في صف المؤيدين؛ فهناك من يعارض الفكرة تماماً كحالة سكينة ناصح «23 سنة»: «رأيي في الرجال الذين يستعملون العطور النسائية هو أنهم ليسوا رجالاً؛ لأنهم يستعملون أشياء أنثوية خاصة بالمرأة. لا أحبذ هذه الفكرة، وأظن أن الرجل سيكون مميزاً إذا ما استعمل عطراً ذكورياً. فلكل جنس خاصيته».
تاريخ العطر
للتاريخ رأي آخر في الموضوع، ويقول إن العطر كان يستخدم للأغراض الدينية لا للزينة بعد أن تقطع الورود وتحرق لتفوح منها الروائح العطرة. ولعل أقدم أنواع العطور في العالم هو عطر الورد.
ويعدّ العرب هم أول من استخدم تاج الزهرة لاستخراج ماء الزهور منذ 1300 عام. ولم يستعملوا تاج الأزهار كعطرٍ فقط، بل استعملوها كدواء أيضاً. أما حالياً فتتركب العطور من ماء وكحول وزيت عطر، يحتوي النوع الواحد منه على مكونات تتراوح من 10 إلى 250 مكوناً.
معلومة
علمياً، تجدر الإشارة إلى أن رائحة العطر تختلف من شخص لآخر، ويتحكم في ذلك نوع الطعام، وإفراز العرق، ونوع الجلد؛ إذ تختلف الأحماض التي يفرزها كل نوع. ويشاع أن العطر يعكس شخصية الفرد، وقد لا تفوح الرائحة نفسها عندما يقوم شخصان مختلفان باستخدامه؛ لذلك ينصح بالتدقيق في اختيار العطر المناسب لكل خصائص الشخصية.