في السادس من أيار/مايو المقبل، لبنان على موعدٍ مع انتخابات نيابيّة لن تكون كسائر الانتخابات، إذ أنّ الترشّح للمقاعد النيابيّة لم يعد حكراً على الطبقة السياسيّة بعد أن أعلن عدد من نجوم الإعلام والفنّ ترشّحهم إلى الانتخابات.
منتصف ليل أمس الثلاثاء أقفل باب الترشيح ليكشف عن أسماء ضمّت إعلاميين وخلت من الفنانين بعد انسحاب جو رعد ورفض طلب ميريام كلينك.
ومن الأسماء المرشّحة مذيعة نشرة أخبار MTV جيسيكا عازار، التي أعلنت ترشيحها بعد تعرّضها لحملة هجوم قاسية بسبب انتقادها أحد السياسيين الأسبوع الماضي، وتصدّرها المشهد الإعلامي بعد أن حظيت بحملة دعم من قبل المدافعين عن الحريات العامة.
وحظي ترشيح جيسيكا بتأييد واسع لدى فئة الشباب المطالبة بالتغيير، وبدخول عناصر جديدة إلى البرلمان اللبناني، في حين رأى معارضو ترشيحها أنّ تاريخها المهني لا يؤهلها لأن تكون ممثلة للشباب اللبناني.
الإعلامي طوني خليفة الذي اعترض على ترشيح زميلته جيسيكا عازار معتبراً أن ثمّة من هو أحق منها بالمقعد النيابي، من أهالي شهداء ومناضلين ضحّوا في سبيل الوطن، منتقداً أن يكون مقياس النضال لدى الجهة التي رشّحت جيسيكا تويت أو ريتويت في إشارة إلى أنّ الضجّة التي حظيت بها كان سببها ريتويت قامت به لتغريدة إحدى الزميلات التي انتقدت السياسي، عاد وأعلن بشكل مفاجىء ترشّحه للانتخابات.
وكان لافتاً أن طوني ابن منطقة عمشيت لم يترشّح في بلدته بل ترشّح في مدينة طرابلس.
طوني كان قد بدأ حياته المهنية كمراسل ومقدّم نشرة الأخبار، قبل أن ينتقل إلى برامج الألعاب والمسابقات، ثم برامج الحوارات الفنيّة والاجتماعيّة، ولم تكن السياسة يوماً بعيدة عن مجال اهتماماته.
من جهتها، ردّت جيسيكا عازار على حملة الهجوم التي طالت ترشّح الإعلاميين، وآخرها من زميلتها في نشرة أخبار LBCI ديما صادق التي شبّهت الانتخابات بحفل الموركس دور، بالقول إنّها تحترم كل الآراء وتعتبر نفسها تحت سقف النقد.
بدورها، كانت بولا يعقوبيان أوّل إعلاميّة تعلن ترشّحها، لتكرّ بعدها سبحة ترشيحات الإعلاميين، الأمر الذي عبّرت عنه بولا بإبداء سعادتها لأنها كانت سبباً في تشجيع زملائها الإعلاميين على الترشّح للانتخابات، إلا أنّها اعترضت على إدراج اسمها في الانتخابات كما ورد في بطاقة الهوية وكتبت "بوليت ياغوبيان" هي نفسها بولا يعقوبيان، لكن الداخلية أصّرت على كتابة الإسم بحسب وثيقة الولادة، علماً بأنها استثنت بعض المرشحات، وسمحت لهن باستخدام إسم الزوج!؟ أما أنا فلم يُسمح لي بإضافة إسمي الذي يعرفني به الجميع منذ ولادتي".
ومن بين الأسماء المرشّحة أيضاً مديرة مكتب جريدة "الحياة" في نيويورك الإعلامية راغدة درغام التي أعلنت ترشّحها إلى الانتخابات، بعد سنوات طويلة من العمل الإعلامي كرّسها كواحدة من أهم المحللين السياسيين.
وبعيداً عن الإعلام، لم يكن للفنانين حصّة كبيرة من الترشيحات، بعد النكسة التي مُني بها الفنان غسان الرحباني في الانتخابات الماضية، حيث فشل في الانتخابات ولم يشفع له اسم عائلته ولا تاريخها.
فقد أعلنت عارضة الأزياء ميريام كلينك عن ترشّحها إلى الانتخابات، قبل أن يتم رفض طلبها.
وسجّلت ميريام اعتراضاً على رفض طلب ترشيحها عبر حسابها الخاص على الفايسبوك جاء فيه "تم رفض ترشيحي لأنّ المحكمة العسكرية اتهمتني زوراً بإطلاق النار وحمل السلاح ولطّخت سجلّي"،
وسألت: "كل هالسياسيين الذين بيدهم دم وقتل وحروب وكانوا محبوسين؟ ليش سجلهم نظيف وتاريخهم وسخ وصرلن سنين يحكمون؟... مسخرة".
وعلى الرغم من الرفض الذي حظيت به ميريام لدى دخولها عالم الغناء من قبل شريحة واسعة من اللبنانيين، حظيت بموجة تعاطف من قبل كثيرين وضعوا تساؤلاتها في خانة التساؤلات المحقّة.
بدوره، كان الفنان جو رعد قد أعلن عن ترشّحه إلى الانتخابات مؤكداً أنّه مستقل ولا يخضع لأي جهة سياسيّة، قبل أن يفاجىء بأنّ قانون الانتخابات الجديد يفرض على المرشّح أن يشكّل لائحة، ولأنّه غير مدعوم من قبل أي طرف سياسي، عزف عن الانتخابات مؤكداً أنّه سيخوض انتخابات 2022 وأنّ الأمر مؤجل وليس ملغىً.
وقد تمكّن جو يوم أمس من تصدّر المشهد الإعلامي في لبنان، حيث أثار ترشّحه الكثير من علامات الاستفهام حول شكل المجلس الجديد، بين من رحّب بالتغيير وبدخول عناصر جديدة إلى المجلس، وبين من وضع علامات استفهام حول ترشّح جو ومدى جدّيته.
إذاً بورصة الأسماء رست على أربعة إعلاميين، تتراوح حظوظهم في الفوز، بحسب اللوائح التي سينضمون إليها، والتي ستقرّر مصيرهم السياسي والإعلامي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي