الملل، سبب رئيسي ومهم وراء أي فعل ساذج وأحمق قد نقوم بارتكابه، حتى نطرده من بعض الساعات الفارغة التي نمر بها، وهو نفسه المحرك الرئيسي لكل أفكارنا وخياراتنا الحمقاء، إلا أن بعض الأشخاص يأخذون محاولاتهم لقتل الشعور بالملل لديهم، إلى أبعاد أكثر حمقاً، وربما ضرراً، ومنهم من قادتهم هذه الأفعال إلى السجن، حيث قد يتمكن بعضهم هناك خلف قضبان سجنهم، من التفكير مليّاً بما فعلوه بحريتهم.
الأمريكية "ميليسا هاربور"، هي بحد ذاتها المثال الأكثر واقعية لما ذكرناه، حيث قامت الشرطة الأمريكية في ولاية "فلوريدا"، بإلقاء القبض عليها قبل يومين، عقب اتصالها لـ 32 مرة برقم الطوارئ "911"، وذلك خلال أقل من 24 ساعة، وكل ذلك حتى تطلب –مازحة طبعاً- علبة "آيس كريم" في غرفة الفندق الذي كانت تقيم فيه.
وبحسب ما نقلته صحيفة الـ"ديلي ميل" البريطانية، أن هاربور كانت يوم الثلاثاء الماضي، قد اتصلت برقم النجدة لـ 27 مرة متتالية من مدينة "ليسبرغ" في ولاية ألاباما الأمريكية، أما المكالمات الخمس الأخيرة، فقد أجرتهم من غرفتها بأحد فنادق ولاية فلوريدا، ولم تكتفِ هاربور بذلك، بل قامت بالإتصال مرتين إضافيتين برقمين آخرين غير تابعين للنجدة، وكل ذلك في أقل من 24 ساعة فقط.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد نقلت عن أحد الضباط الذين قام بالرد على اتصالاتها، بأنه كان قد ردّ على 4 مكالمات بأوقات مختلفة من هاربور، جميعها من غرفة الفندق في فلوريدا، حيث في مكالتها الأولى، أبلغت أنها قد سمعت أصواتاً غريبة في غرفتها، وأنها تشعر بذعر وخوف شديدين.
أما في المكالمة الثانية، فقال الضابط، أن "مليسيا هاربور"، كانت تغازله خلال مزاحها معه، وأنها اقترحت عليه أن يحضر لها القليل من الـ"آيس كريم"، وخلال المكالمة الثالثة التي رد عليها الضابط شخصياً، ادعت هاربور أنها قد اتصلت برقم النجدة عن طريق الخطأ، وأنها كانت تريد الإتصال بأحد آخر.
وعلى الرغم من أن الضابط قد حذرها من العبث برقم النجدة "911" بدون أن يكون هناك أي حالة طارئة، وأن ما تفعله مخالفة يحاسب عليها القانون، إلا أنه تلقى من هاربور مكالمة رابعة، وكان حجتها هذه المرة أنها تشعر بالجوع، وكانت تريد الاتصال بأحد مطاعم البيتزا المشهورة في الولاية، وأن هذه المكالمة أيضاً كانت بغير قصد.
وبعد أن تتبعت الشرطة الأمريكية في ولاية فلوريدا، رقم الهاتف الذي كانت مليسيا هاربور تجري اتصالاتها على رقم النجدة منه، وتمكنت من أن تعرف عنوان الفندق الذي تقيم فيه، سارع عناصر الشرطة للتوجه إلى الفندق وإلقاء القبض عليها، وتم توجيه تهمة إساءة استخدام رقم النجدة، وهي الآن خلف قضبان أحد السجون في الولاية، حيث تم وضعها تحت المراقبة الشديدة.
وبهذا ينتهي يوم ميليسا هاربور الممل خلف قضبان السجن، بعد أن حاولت أن تقتل شعورها بالملل بأقصر الطرق التي توصلها إلى السجن، وتحولها إلى خارجة عن القانون بأقل من 24 ساعة، وربما وهي خلف القضبان الآن، قد تفكر هاربور كثيراً قبل أن تستخدم هاتفها لأي سبب.