تحبذ النساء الخروج بعيداً عن رفقة الرجل، الذي يتصرف كأنه أمام واجب عسكري، . شجارات وخلافات في مشاوير الأزواج، من المحق فيها ومن المظلوم فيها؟
في السعودية.. رجال يثرثرون مع البائعات
واقع الحال، برأي الاختصاصيين، الرجال في المجتمع السعودي يخجلون أن يرى أصدقاؤهم زوجاتهم أو أخواتهم؛ خشية من التعليقات السخيفة، حيث لا تفضل رنا راجح، مدرسة، اصطحاب زوجها إلى محلات المكياج والعطور؛ لأنها عندما جربت ذلك، وتبدأ بأخذ رأيه في رائحة عطر، أو في لون مستحضر من مستحضرات التجميل، لا يصغي لها، ويعطي أذنيه للبائعات، ويبدأ الحديث معهن إلى أن تنتهي هي من شراء ما تحتاجه، وتلتقي به أخيراً في السيارة خارج المتجر.
أما ريم سلطان، ربة منزل، فتتمنى أن تصطحب زوجها معها إلى السوق، ولكن ما يمنعها أنها لا تريده أن يعلم عن تفاصيل وأسعار المشتريات التي تحبها
الرجال لا يعلمون نوايا زوجاتهم لكن زوجة خالد عمر، مدرس، فتتحول إلى دكتاتورة، حسب تعبيره، عندما يذهبان معاً إلى السوق، فهي تفرض رأيها في كل شيء، ولا يعجبها ذوقه، وكثيراً ما يحاول إقناعها داخل المتجر؛ لشراء سلعة معينة أعجبته، فتقوم بالتعليق والسخرية، وتبدأ أصواتهما بالارتفاع داخل المتجر.
في الإمارات.. أنانية سببها الخجل
رغم المولات الفخمة والماركات والعروض الأروع، والحرية في الظهور إلا أن نفس الإحساس ينتاب الرجال وهو الخوف على الزوجات، وهو ما تعتبره حنان محمود، موظفة، تفكيراً رجعياً، فبعضهم يعتبرون رؤية أصدقائهم لزوجاتهم عيباً! لذلك تصر على أن يرافقها زوجها إلى سوق الأسماك في الشارقة، والذي لا يقبل إلا بعد مشادة كلامية وعلى مضض، تتابع: «هو يرفض مرافقتي حتى للاحتفالات العامة، وهذه مشكلة كبيرة في البيت».
ولا يعتبر عبد الله الكعبي، أكاديمي، رفض الزوج مرافقة زوجته إلى السوق انتقاصاً منها، فللزوجة مشترياتها الخاصة التي ليس له دور فيها سوى دفع البيزات والمسبحة في يده، لكنه يستدرك: «مرافقتها تضعني في قالب آخر، فعاداتنا لا تسمح، ماذا إذا رآها أحد زملائي في العمل معي»؟
في الكويت: مشاغل الديوانية!
كل مشاغل الكرة الأرضية تظهر فجأة لدى الأزواج عندما يرافقون زوجاتهم، ويبدؤون بطلب الإسراع وإنهاء المشتريات بلحظتين، حتى ينقلب السوق عند يارا كامل، ربة منزل، إلى كابوس، إذ يشعر زوجها بأن المجمعات التجارية والأسواق أو الجمعية بالنسبة له مهمة صعبة أو مستحيلة، وأنه مجبر على ذلك، تتابع يارا: «حاولت مرة أن أقنعه بالذهاب معي إلى أحد المجمعات التجارية، وأوهمته بأننا نريد شراء ملابس رجالية جديدة لماركات عالمية، وعندما اكتشف كذبتي عاقبني وتركني وحدي، وعدت إلى المنزل بسيارة أجرة!
وبحكم انشغال زوج، سناء اللهو، سيدة أعمال ترغب بين الحين والآخر في قضاء وقت معه في أحد المجمعات أو الكافيهات والمطاعم، وهنا تكمن المشكلة؛ لأنه لا يحب الذهاب إلى تلك الأماكن، ويقضي وقت فراغه مع أصدقائه في الديوانية، وغالباً يرفض كل اقتراحاتها!
مناطق التوتر
قلة ثقة الرجل بنفسه وبزوجته، هي سبب اعتراضه على اصطحابها إلى أماكن عامة برأي الأخصائية الاجتماعية سوزان المشهدي، من السعودية، وتابعت: «لو أن الزوج يكف عن وضع زوجته تحت المجهر، لقصر جزءاً كبيراً من المشاكل».
أما في الإمارات، فبرأي الأخصائي الاجتماعي صلاح سليمان، من الإمارات، أن الزوج يتهرب من إلقاء السلام أو رده إذا قابل أحد أصدقائه أثناء مرافقته لها، لكن شباب هذه الأيام يتباهون بها، خصوصاً إذا كانت على قدر من الجمال.
أدرجت عفاف الجاسم، أخصائية علم نفس واجتماع، من الكويت، الأماكن التي تذهب فيها الزوجة مع زوجها تحت مسمى (مناطق التوتر) على اختلافه، فمثلاً في سوق الخضار للمفاصلة في السعر، وفي المطاعم والمسابح ودور السينما لغيرة الزوجات. وفي بيت الأقارب تكثر التدخلات.
أجرت «سيدتي» استفتاء على 400 عينة من البلدان الـ4 المشاركة في التحقيق، حول أهم الأماكن التي يتجنب الرجال فيها صحبة النساء. ولماذا؟
37 % الأسواق ومجمعات المواد الاستهلاكية؛ بسبب التردد في الشراء.
32 % إلى المطاعم والشاليهات برفقة الأولاد؛ خجلاً من المواقف.
31 % زيارة الأقارب وجلسات الأصدقاء، لكثرة كشف الحقائق