أثبت العديد من النساء أنه لا يوجد هناك ما يسمى بالإعاقة، فالمعاق الحقيقي هو الذي يحبس قدراته داخل الجسد أو العقل ولا يجرؤ على تحدي المصاعب، ومن هنا نجد العديد من الذين أصيبوا بعجز جسدي أو عقلي قد تحدوا الواقع الذي حدث لهم وخرجوا للعالم بقدرات مذهله قد لا ينافسهم فيها أصحاب الأجساد الكاملة، وهنا نستعرض معًا نساء تحدين الإعاقة وصولاً لقمة المجد :
أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، أصيبت بحمى القرموزية مما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تماماً، ولكن استطاعت معلمتها ساليفان تعليمها إقامة علاقة بين الإشارة واستلام الموضوعات وكانت لديها القدرة على إعادة إنتاج هذه الإشارة، وبدأت أيضًا في معرفة الظروف والأحوال جيدًا وبدأت تكتب بمساعدة أبجدية اللمس للحروف الأبجدية، وبدأت هيلين بعد ثلاثة أشهر في تعلم الاعتماد على نفسها في كتابة رسالة إلى صديق لها وذلك بمساعدة طريقة برايل للكتابة، كما كانت تتميز بمهارة عالية في القراءة.
أصبحت كيلر بعد ذلك ناشطة بارزة وامرأة خيرية، وفي عام 1934 مُنحت كيلر جائزة ليندون دجونسون وهو وسام الرئاسة للحرية، ومنذ عام 1980 يُحتفل بعيد ميلاد هيلين كيلر بمرسوم صدر من جيمس كارتر حينها.
سودها تشاندران:
ولدت سودها عام 1964 في مدينة تشيناي بجنوب الهند، وفي عام 1981 وفي طريقها للعودة من مومباي إلى مدينتها تعرضت لحادث مروري فقدت على إثره ساقها اليُمنى ولكن ذلك لم يمنعها من حبها للرقص، قررت أخذ جلسات لتتأقلم على الطرف الصناعي، ومن ثم عادت للرقص متحدية إعاقتها وتوقعات الفشل من قبل النُقاد، إلا أن هذه التوقعات تحولت إلي نظرات انبهار وتعجب من قدرتها وقوة إرادتها التي لم تعرف للاستسلام معنى، بعدما أدت أول رقصاتها بالطرف الصناعي أمام عُشاق الرقص والنُقاد الذين لم يجدوا اختلافًا بين رقصها قبل الحادث وبعده.
مارلا رونيان:
عداءة سباقات مضمار وميدان، تعتبر من أشهر السيدات اللواتي قمن بتحدي إعاقتهن، وذلك حدث بشكل واسع حين تمكنت من الحصول على أول بطولة لها وكانت هذه البطولة في محلية في أمريكا في سباق 5000 متر، حيث تمكنت من أن تتحدى مرضها حيث إنها مصابة بضعف في البصر، وقد رفضت مارلا الاستسلام لمرضها وتركه يُحطم أحلامها، فتعلمت ركوب الخيل واللعب على الكمان، إلى أن وجدت ميولها ومهاراتها في الرياضة، فبدأت تنافس في مسابقة الألعاب النسائية السباعية والتي تضم الاندفاع 200 متر، الوثب العالي، رمي الكرة، 100 متر حواجز، الوثب الطويل، رمي الرمح، وأخيرًا العدو 800 متر.
فيلما رودولف:
رغم معاناتها من شلل الأطفال فإنها انضمت لفريق كرة السلة، مما أتاح لها الفرصة فيما بعد للتعرف على المدرب "إيد تيمبل" الذي انبهر كغيره بسرعتها في الحركة وعمل على تدريبها تدريبًا مكثفًا، شاركت ويلما في العديد من السباقات المحلية كعدّاءة، حتى جاء صيف أولمبياد 1960 لتشارك في الأولمبياد وتفوز بعدة مسابقات، في سباق 100 متر الذي قطعته في 11 ثانية فقط، ثم سباق مائتي متر الذي قطعته في 23 ثانية، لتحطم الأرقام القياسية وتحصل على لقب "أسرع امرأة في العالم".
جيسيكا كوكس:
هي أول طيار من غير ذراعين في العالم، وأيضاً هي أول شَخص من غير ذراعين حاصل على الحزام الأسود في جمعية التايكوندو الأمريكية، وُلدت جيسيكا من غير ذراعين نتيجةً لإصابتها بعيب خلقي نادِر، وعند بُلوغها عُمر 14 سَنة توقفت عن استعمال الأطراف الاصطناعية وبدأت باستخدام أقدامها، حيثُ تستطيع القيام بعدة أمور منها قيادة سَيارة غير مُعدلة فهيَ تمتلك رخصة قيادة غير مُقيدة، كما أنها تستطيع الكتابة على لوحة المفاتيح بسرعة 25 كلمة في الدقيقة، كما أنها تستطيع وضع عدساتها اللاصقة وإزالتها وحدها، وهي حاصلة على شَهادة لممارسة رياضة الغَوص.
بيثاني هاملتون:
راكبة أمواج محترفة من أصل أمريكي، وأصبحت بيثاني مشهورة بعد أن كتبت لها النجاة بعد تعرضها لهجمة قرش حيث فقدت إثر هذه الحادثة ذراعها اليسرى، كما اشتهرت أيضًا لتغلبها على ما جرى لها ومعاودتها ركوب الأمواج باحتراف مجددًا.
هناك العديد من هؤلاء السيدات مثل فريدا كاهلو الرسامة المكسيكية الشهيرة التي عانت من بشلل الأطفال فتأذت رجلها اليمنى، ولكنها أصبحت أحد أيقونات الفن المعاصر، ويبقى المجد كله لهؤلاء السيدات بتحديهن الواقع للوصول إلى قمة الحلم.