لطالما كانت الأم هي الحب النادر في أجمل صوره، وهي العطاء غير المشروط والقلب النابض، وحدها لا تكفيها في عيد الأم عبارات الوصف وكلمات الثناء ولا يرادفها في قواميس الحب ومعاجم اللغة ما يوازي قيمتها ومكانتها، وفي عيد الأم تُخص بالشكر والذكر لفضلها العظيم في صناعة الأجيال الطموحة دون كلل أو ملل.
ولكن كيف بدأت قصة الاحتفال بعيد الأم، وكيف تطورت؟ وكيف وصل الاحتفال بـ عيد الأم للعالم العربي؟ هذا ما سوف نتعرف عليه خلال هذه السطور:
بداية عيد الأم
يرجع الفضل في تخصيص عيد الأم إلى مؤلفة كتاب «Battle Hymn of the Republic» جوليا وورد هاوي، فقد كانت أول من اقترح الاحتفال بعيد الأم في أمريكا عام 1872، وكان مخصصاً في ذلك الوقت لتمكين الأمهات من المشاركة في مسيرات السلام.
وبحسب موقع HISTORY فقد أطلقت آنا جارفيس حملة وطنية للاحتفال بالأمهات تكريماً لوالدتها المتوفاة، ثم انتقدت جارفيس بشدة بسبب بدئها هذا الاحتفال، وقبيل وفاتها عام 1948 أبدت ندمها على بدء هذه العطلة.
إجازة عيد الأم
ابتكرت جارفيس عادة ارتداء من يحتفل بعيد الأم ممن أمهاتهم على قيد الحياة زهرة قرنفل ملونة، بينما من فقدوا أمهاتهم يرتدون زهرة قرنفل بيضاء. ثم نشأت عطلة عيد الأم الرسمية في 1900 نتيجة لجهودها، وبعد حصولها على دعم مالي من صاحب متجر في فيلادلفيا يدعى «جون واناماكر» نظمت في مايو 1908 أول احتفال رسمي بمناسبة عيد الأم في كنيسة ميثودية بولاية فرجينيا الغربية.
اعتماد عيد الأم رسمياً
في عام 1912 اعتمدت العديد من الولايات والبلدات والكنائس عيد الأم كعطلة سنوية، وأنشأت جارفيس جمعية اليوم العالمي للأم من أجل المساعدة في الترويج لقضيتها. وقد سدد ثباتها في 9 مايو عام 1914 حيث قام الرئيس الأمريكي وودرو بالتوقيع على نص يقر بالاحتفال بـ عيد الأم كعيد وطني.
كيف وصل عيد الأم للعالم العربي
ذكرت مواقع بأن الصحفي المصري الراحل «علي أمين» مؤسس جريدة أخبار اليوم كان أول من فكر في عيد الأم في العالم العربي، حيث طرح على أخيه مصطفى أمين في مقاله اليومي فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلاً: لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه عيد الأم ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق. وكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير فكرة يقترحان تخصيص عيد للأم، وما لبثت أن انهالت عليهما الخطابات لتشجيع الفكرة، وتقرر أن يكون يوم 21 مارس عيد الأم.