على وقع أصوات الانفجارات، يحضر جمهور المسرح في دمشق عرض "المرود والمكحلة"، متحدّياً الحواجز التي تملأ البلاد والرصاص الطائش.
خشبة مسرح الحمراء التي شهدت تقديم العرض في ظروف استثنائيّة تمرّ بها البلد غصّت بالجمهور منذ اليوم الأوّل الذي بدأت فيه عروض المسرحيّة.
وجسّدت مسرحيّة "المرود والمكحلة" التي كتبها عدنان العودة، والتي أخرجها عروة العربيّ، نصّاً ملحميّاً تعود أحداثه إلى عام1917، وتمتد على ثلاثة أجيال، حيث يروي قصة الطفل الأرمنيّ "كريكور" الذي يتبنّاه بائع متجوّل من الجزيرة السوريّة، ليعيش ضمن العائلة العربيّة التي تربّيه على عاداتها، خلال فصول عديدة تبدأ من بلدة "عين ديوار" الواقعة في أقصى شمال شرق سوريا، وتدور في كلّ أنحاء الجزيرة، لتنتهي في المكان الذي بدأت فيه.
ويطرح العرض سؤال الهويّة الثقافيّة، ويتغنّى بتنوّع البيئة السوريّة وثقافاتها ولهجاتها المختلفة؛ وهو نصّ مليء بالذرى الدراميّة، ضمن توليفة جماليّة عالية في الإخراج والسينوغرافيا المسرحيّة، كتبه الأديب عدنان عودة، وأخرجه عروة العربيّ.
وقالت إحدى بطلات العرض رغد مخلوف: إنّ "الفرقة تحرص على تقديم العمل، برغم اتّهام البعض لنا باللامبالاة؛ فحين قرّرنا العمل على هذه المسرحيّة، منذ شهرين، لم يكن قرارنا ترفاً أو اغتراباً عن الواقع السوريّ اليوم، إنّما حبّاً بسوريا وبالحياة"، مؤكّدة أنّها وزملاءها في العرض يتوجّهون يوميّاً إلى المسرح، برغم قناعتهم بأنّهم ربّما يتعرّضون لقذيفة طائشة أو تفجيرٍ ما". وشدّد مخلوف على أنّ "هذا العرض هو صرخة، حاولنا أن نقول بها شيئاً ما؛ وبرغم كلّ شيء سنبقى نصرخ ونُحاول الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً".
يُذكر أنّ عرض "المرود والمكحلة" هو من إنتاج وزارة الثقافة ـ مديرية المسارح والموسيقى، وهي من تمثيل كلٍّ من رغد المخلوف، محمود نصر، وسيم قزق، ربا الحلبي، يحيى هاشم، حلا رجب، لوريس قزق وغيرهم.
على وقع الانفجارات جمهور دمشق شاهد مسرحيّة جديدة
- مشاهير العرب
- سيدتي - أروى الباشا
- 20 أبريل 2013