شاب يجري عملية في "المخّ" وهو بكامل وعيه بدون تخدير

لونغ يتجهز لإجراء العملية الدقيقة
لونغ مع طبيب التخدير أثناء العملية
بعد انتهاء العملية الجراحية
لونغ قبل العملية
لحظات قبل بدء العملية
تشي لونغ خلال إجراءه للعملية
تشي لونغ برفقة الأطباء
7 صور

قد يكون الشاب "تشي لونغ" البالغ من العمر 23 عاماً من سينغافورا، واحداً من أكثر الأشخاص ذوي الحظ السيئ في العالم، وربما يكون العكس تماماً أنه من أكثرهم حظاً، فقد تفاجأ بخبرين سيئين بالوقت نفسه، وعن طريق الصدفة البحتة، ولكن هذين الخبرين، ربما كانا السبب له بأن يعيش حياة جديدة وبصحة جيدة، الخبر الأول، أنه تطوع لإجراء فحص طبي لاختبار آلة تصوير جديدة في إحدى مستشفيات البلاد ليكتشف الأطباء أنه مصاب بـ"ورم خبيث"، والخبر الآخر أنه يجب أن يجري عملية جراحية وهو في كامل وعيه، وبدون أي تخدير.

وبدأت القصة حين شخّص الأطباء بإحدى مستشفيات سينغافورا خلال العام الماضي 2017، حالة الشاب "تشي لونغ"، بأنه مصاب بـ"ورم خبيث" في منطقة الـ"مخّ"، بعد قيامه بالتطوع لاختبار آلة تصوير جديدة في المستشفى، وأخبروه أن عليهم إجراء عملية جراحية كبيرة له خلال فترة قصيرة من تشخيصه، حتى لا ينتشر هذا الورم الخبيث بباقي مناطق "المخّ"، ويتسبب بأضرار كبيرة في وظائف الدماغ لدى "لونغ".

وبالفعل، خضع "تشي لونغ" لإجراء العملية الجراحية، ولكن كان عليه أن يظل محتفظاً بكامل وعيه، وأن يكون تحت مشرط الأطباء، بدون الخضوع لأي مخدر عام أو موضعي، وذلك حتى يتأكد الأطباء من أن مركز اللغة لديه لم يصب بأية أضرار أثناء العملية الجراحية.

وفي تصريح لـ"نج واي هوا" وهو الجراح الذي أجرى العملية لـ"تشي لونغ"، أدلى به لمجلة "نيوز ويك" الأمريكية الشهيرة، شرح الجراح من خلاله كيفية اختيار المرضى لإجراء هذه العملية وهم مستيقظون ومحتفظون بكامل وعيهم، وذلك حين يكون الورم في مناطق حساسة وخطيرة مثل "المخ" على وجه الخصوص، وقال أن هذه الجراحة تؤخذ أثناء الإستيقاظ في الإعتبار، وإذا كان الورم قريباً جداً من البنى الحساسة في المخّ، مثل مركز اللغة، وأشار إلى أن هذه الجراحة، تسمح لهم كأطباء أثناء الاستيقاظ معرفة أماكن هذه المناطق الحساسة بدقة، عبر استخدام التحفيز الكهربائي.

وأضاف الجراح "نج واي هوا"، أن الأطباء القائمين على هذه العملية الجراحية الدقيقة، يقومون بتمرير تيارات كهربائية خفيفة فوق مناطق محددة من الدماغ، والهدف من ذلك التعرف على المناطق التي تتحكم بالكلام لدى المريض، وبعدها يحددون بذلك المناطق الآمنة التي يمكنهم فعلياً أن يقومون فيها بشقٍّ جراحي.

وانتشر مؤخراً مقطع فيديو للعملية التي خضع لها الشاب السينغافوري "تشي لونغ"، حيث من الممكن مشاهدته وهو يتحدث مع أطبائه ويستجيب للصور المعروضة على جهاز لوحي، وشرح طبيب التخدير الذي حضر العملية، "سي جي جيان"، كيف يُظهر هذا الإختبار البسيط "نسبياً"، استمرار وظائف الدماغ المعقدة على الرغم من الجراحة، وأن الورم لم يكن مجرد نسيج عادي في المخ.

وتابع طبيب التخدير الذي حضر العملية "جيان"، أن دوره في هذه العملية الجراحية الدقيقة، كان أن يختبر "لونغ" بشكل مستمر ودون انقطاع، لهذا واصل "جيان" عرض الصور المختلفة أمامه، وكان على المريض أن ينظر إليها وأن يستوعبها ويعبّر عنها أيضاً، وأشار إلى أن هذه التوالية هي في حكم المفروغ لديهم كأطباء في العادة، عند إجرائهم هذه العملية الدقيقة والمعقدة.

بعد إجراء هذه العملية الدقيقية للغاية والمعقدة بفترة من الزمن، اكتشف الأطباء أن "تشي لونغ" لم يُشفَ تماماً من الورم الخبيث الذي أصابه، وأن ما نسبته 10% من الورم لا تزال تحتوي على خلايا خبيثة، حيث خضع "لونغ" بعدها لأسابيع عديدة من العلاج الإشعاعي، ثم ثمانية أشهر من العلاج الكيميائي، الذي انتهى في خلال الأسابيع القليلة الماضية من هذا العام الجاري.