نسمع كثيرًا في القصص والأساطير عن رسائل وجدت في زجاجات جرفتها الأمواج إلى شواطئ البحار، تلك الرسائل قد يكون كاتبها شخص مفقود أو غير معلوم، أو حتى شخص غريب قد يكون ميتًا، أما عن محتوى تلك الرسائل فتختلف ما بين المعلومات ورسائل الاستنجاد، وبعضها قد يحتوي على عدة ملاحظات قد تهم البعض، ولكنها تظل في النهاية لغزًا كبيرًا يحير الجميع، وهنا نستعرض بعض تلك الرسائل التي وجدت بالفعل:
تركوهم ليلقوا حتفهم غرقًا:
في فبراير 1916 تحطمت الطائرة L 19 الألمانية عندما كانت عائدة للوطن من مهمة تفجير في المملكة المتحدة، وشاءت الصدفة أن تجدها سفينة بريطانية تسمى كينج ستيفن، وقد وجدت 16 شخصًا، ولكن السفين رفضت مد يد المساعدة لهم مما تسبب في غرق الطاقم في النهاية، وكان من الممكن أن تظل القصة في طيّ الكتمان ولا يعلم عنها أحد، ولكن أحد أفراد الطاقم قبل غرقه قام بكتابة ما حدث في رسالة ووضعها في زجاجة وقال فيها: "تحياتي لزوجتي وطفلتي، كان هناك سفينة صيد إنجليزية هنا ورفضت أخذنا على متنها، لقد كانت الملك ستيفن".
رسالة صداقة من جندي أمريكي:
خلال يوم عيد الميلاد في عام 1945، عاد الجندي الأمريكي فرانك هايوستيك البالغ من العمر 21 عامًا إلى الولايات المتحدة من فرنسا، وعندها قام بكتابة رسالة غاية في الغرابة حيث أخذ قطعة من الورق وكتب عليها: "لمن يجد تلك الرسالة ليس لدي مكافأة أقدمها إليك سوى صداقتي فإن الصداقة هي المكافأة الوحيدة التي يمكنني أن أضمنها لك"، ووضعها في زجاجة وألق بها في المحيط الأطلسي إلى أن وصلت إلى أيرلندا، حيث التقطتها بريدا أوسوليفان وهي فتاه في عمر 18 عامًا، وظلت تراسل الجندي وأصبحا صديقين واستمرا في تبادل الرسائل حتى سافر فرانك إلى أيرلندا في عام 1952 وقابلها وعرض عليها الزواج ولكنها رفضت لعدم استعدادها لترك وطنها ووالدتها وانتهت علاقتهما بعد ذلك.
تزوجت الرجل الذي كتب الرسالة:
وجد رجل حبه بعد أن ردت سيدة على رسالة كان قد كتبها ووضعها في زجاجة، وتضمنت الرسالة تلك السطور: "لشخص جميل وبعيد بعيد"، بالإضافة لمعلومات عن نفسه، وأضاف: "إن أي سيدة تجدها عليها الإجابة"، وبالفعل وجدها صياد من صقلية وأعطاها لابنته على سبيل المزاح، ولكنها راسلته ومن ثم تبادل كلاهما الرسائل وأخبرته أنها ليست جميلة، حتى سافر الرجل إلى صقلية لزيارتها وتزوجا في عام 1958.
رسالة من معسكر أوشفيتز:
أوشفيتز هو معسكر اعتقال في بولندا كان يستخدم من قبل ألمانيا النازية في أثناء الاحتلال النازي لبولندا أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي عام 2009 أي بعد 65 عامًا من كتابتها تم العثور على رسالة مخبأة داخل جدران المعسكر مؤرخة في 9 سبتمبر 1944، كتبها برونيسلاف يانكوفياك القطب الكاثوليكي الذي وصل إلى المعسكر في عام 1943، وفي الرسالة ذكر ستة رجال آخرين وأعطى لمحة عن حياتهم في المخيم.
رسالة من تيتانيك:
إرميا بيرك أحد ركاب السفينة تيتانيك، كان يبلغ من العمر 19 عامًا عندما سافر إلى نيويورك مع ابن عمه البالغ من العمر 18 عامًا وقد غرق كلاهما ومات في الكارثة، ولكن قبل ذلك كتب بيرك رسالة ووضعها في زجاجة وربط أحد أربطة الحذاء بالزجاجة وألقى بها في المحيط، وتقول الرسالة: "من تيتانيك، وداعًا للجميع"، ومن المصادفة أن يتم إيجاد الرسالة على شواطئ دنكليت على بعد أميال قليلة من مسقط رأسه بعد عام من غرق التيتانيك.
على الرغم من رومانسية وغموض تلك الرسائل، فإنها تعد نموذجًا جيدًا وفريدًا من نوعه، فكونك تجد رسالة عشوائية هو أمر غاية في الغموض والتشويق.