كثير من الناس تجده يمارس الرسم العشوائي أو الشخبطة على الورق في ظروف مختلفة كأثناء المذاكرة أو التحدث مع شخص آخر، بعضها يحمل معاني والآخر مجرد خطوط أو أشكال، وقد يصل الأمر ببعض الأشخاص إلى أنَّهم لا يشعرون بما يقومون به، أو ربما لا يتذكرون لو سألتهم بعد فترة بسيطة هل هذا الرسم أو الخطوط تخصه أم لا. فهل الأمر مجرد عادة، أم له دلالات وأسباب نفسيَّة، وتدخل في دائرة المرض أو القلق النفسي؟
التداعي الحر
الدكتور شريف عرفة الباحث في علم النفس الإيجابي أوضح أنَّ هذه الطريقة تستخدم في التحليل النفسي بأسلوب يسمى التداعي الحر، بمعنى أن يحكي الشخص كل ما يخطر بباله من دون ترتيب أو تنسيق، أو كنوع من الكتابة التعبيريَّة لاستكشاف العقل اللاواعي.. فالعقل اللاواعي يعمل طوال الوقت وفيه صراعات نفسيَّة ورغبات مكبوتة وتفاعلات مختلفة قد لا يدركها الشخص بشكل واعٍ، لكنَّها تعبر عن نفسها بطرق عدة منها الأحلام وزلات اللسان كما يري فرويد.
وقد تكون نتيجة انشغال الشخص وإحساسه بالقلق من شيء معين، فيقوم المخ بتخفيف حدة التوتر التي يشعر بها، وربما بسبب العقل البشري يحتفظ بكثير من المعلومات والتراكمات الذي تمثل حملاً كبيراً عليه فيحاول التخلص من هذه الطاقة الزائدة بمثل هذه الرسومات فتكون كتفريغ للطاقة الزائدة بالعقل.
هوس الورود
وأعربت الطالبة الجامعيَّة أفنان فهد بهوسها الشديد برسم الورود الصغيرة، فبمجرد أن تمسك بالقلم على صفحة بيضاء لا تلبث أن تملأها بالورود، وقد احتارت في هذا الفعل اللاإرادي.
سيطرة اللاوعي
أما آمنة علاء الدين فأعربت أنَّ انشغالها بأمور أخرى يساعدها على التركيز في الرسم، وأضافت: يكون عقلي اللاواعي هو المسيطر، وغالباً ما أكون غائبة عمن حولي أو أثناء مكالمتي لأحد، ومن المريح أن أقوم بالرسم من دون أن أشعر، فهو يساعدني على التفريغ النفسي، وتمثل رسوماتي أشكالاً من الزوايا والمثلثات والخطوط المستقيمة.
ويشير الدكتور النفسي، زهير خشيم، إلى أنَّ جميع الأفعال لها انعكاسات نابعة من دواخل نفسيَّة، مثلا اللون المفضل للشخص له تفسير نفسي، وكذلك رسم الطبيعة، فكل جزء يعبر عن شيء، فرسم الشمس يبين، والبحر يعبِّر عن الحريَّة، والشجرة بحسب طولها تعبر عن الجنس، والأعشاب عن مدى همومك، وهكذا تقاس الانعكاسات على حسب الشخص وتفضيله عما يجول داخله وانعكاس ذلك بمحيطه.
دلالات الأشكال
الرسم الجانبي للوجه: يدل على الانطوائيَّة والصعوبة في التعامل مع الآخرين، والحدة بعض الشيء.
رسم الوجوه المبتسمة والضاحكة: تدل على السعادة والتفاؤل، وأنَّه شخص مرح محبُّ للحياة.
رسم الوجوه الحزينة: قد تدل على الاكتئاب وعدم الشعور بالراحة.
رسم الأشخاص من دون وجوه: تدل على ضياع الهوية، وأنَّه لا يلقى اهتماماً ممن يحيطون به.
رسم المكعبات والدوائر المتشابكة: يدل على الشعور بالوحدة والملل والغموض.
رسم المثلثات: إنسان قيادي.
رسم المربع: إنسان متزن وملتزم.
رسم الدوائر: إنسان اجتماعي.
رسم العيون والرموش: تدل على شخص حساس ويقدر الجمال، وقد تدل العين على الاشتياق.
رسم البيوت: تدل على الرغبة بالاستقرار والحنين إلى دفء العائلة.
رسم الزهور والقلوب: تدل على شخص عاطفي وحساس، وكثرة رسم القلوب تدل على أفصال أو جرح في العاطفة حدث أخيراً.
رسم الأسهم: تدل على الطموح والتفاؤل، خاصة إذا كان رأسها لأعلى.
رسم الزخارف المنسقة: تدل على عمق التفكير والتأمل وأنَّ هذا الشخص يحب الدقة في عمله.