أعلنت الجمعية السعودية للأورام عن نتائج تجارب المرحلة السريرية الثالثة «الموناليزا» التي أجريت على عقار ريبوسكليب المخصص للنساء اللاتي يعانين من حالات متقدمة من الإصابة بسرطان الثدي.
وقد دلت تلك التجارب على وجود تحسن ملحوظ لدى النساء المشاركات فيها، والذي أخذ شكل الانخفاض في أعراض الألم خلال فترة ثمانية أسابيع من استعمال الدواء، مع وجود ديمومة لهذا التحسن، واستفادة من فترة تعافي أطول قبل تدهور حالتهن مقارنة بمريضات خضعن لعلاج هرموني فقط.
وفي تعليق لها على التجارب، أوضحت الدكتورة أم الخير أبوالخير، رئيسة قسم أورام في المستشفى التخصصي الطبي، بأن سرطان الثدي بات يشكل السرطان رقم واحد الذي يهدد حياة المرأة، يليه سرطان الغدة الدرقية، وأن 30% من الحالات يتنشر المرض بأجسادهن خلال فترة المتابعة، وأن ما بين 16-20% من تلك الحالات تم تشخيصها بعد بلوغها المرحلة الرابعة من المرض. ومما يزيد الأمر سوءاً أن العديد من الأطباء يلجؤون بسرعة إلى اعتماد العلاج الكيماوي كوسيلة للعلاج، أو بعد خط واحد من العلاج الهرموني، وأن الكثير من الحالات يتم تشخيصها قبل سن اليأس، و20% من تلك الحالات تشخص بعد بلوغ المرأة سن الأربعين.
كما أضافت الدكتورة أم الخير أن اختيار العلاج الهرموني المناسب على درجة كبيرة من الأهمية لضمان نتائج إيجابية، علماً بأن التجارب السريرية التي أجريت بالدراسة المعروفة باسم موناليزا – 7 ركزت أساساً على مريضات دون سن اليأس، وهي الفئة التي نحتاج إلى التعرف على مدى استجابتها لهذا العقار، سيما وأنها تمثل 16% من إجمالي حالات الإصابة. وأظهرت الدراسة أن استعمال الس د ك انهيبيتر (CDK Inhibitors) مع العلاج الهرموني بعد إعطاء المريضات إبراً مثبطة لنشاط المبيض هو علاج فعال ويمكن استخدامه مع مثيلاتهن من السيدات بعد انقطاع الطمث.
بدوره صرح الدكتور أحمد علي سعد الدين، استشاري الأورام السريرية في قسم أورام الكبار في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة للشئون الصحية في الحرس الوطني بالرياض قائلاً: «إن علاج سرطان الثدي شهد تطوراً سريعاً خلال العقد الماضي. وقد تمثل هذا التطور في ظهور أدوية جديدة، وبلورة فهم أوضح حول طبيعة المرض وكيفية علاجه، وبالتالي، أصبح لدينا نموذج نعمل وفقه للتعامل مع أنواع أخرى من مرض السرطان، علماً بأن خيارات العلاج المتوفرة الآن باتت منصبة على علاج الخلايا السرطانية اعتماداً على المسلك والنشأة البيولوجية للمرض.
وأضاف الدكتور سعد الدين: « بأنه مازال السرطان يشكل تحدياً بالنسبة لنا لوجود عدد لا يستهان به من المريضات اللاتي لا يبدين استجابة للعلاج الهرموني بسبب ما يسمى « الأورام السرطانية الأولية المقاومة للعلاج الهرموني» أو لنشوء مقاومة لديهن تجاه هذا النوع من العلاج مع مرور الوقت. وبالنسبة لعقار ريبوسكليب فقد تم استعماله من قبل نساء ممن هن دون سن اليأس في إطار تجارب المرحلة السريرية الثالثة، التي أجريت على مريضات ينتمين لهذه الفئة العمرية، نظرا لأنها الفئة الأكثر شيوعاً في مجتمعنا نسبياً، باعتبار أن العمر الوسطي للنساء المصابات بسرطان الثدي في المنطقة يصل إلى 48 عاماً، أي أقل بعشر سنوات من أعمار النساء المصابات به في الدول الغربية»
وفي سياق متصل، أكد الدكتور متعب الفهيدي، استشاري أورام الثدي، ورئيس الجمعية السعودية للأورام، أن مثبطات CDK 4/6 حازت على قدر كبير من الأهمية مؤخراً في مجال علاج سرطان الثدي الإيجابي الهرمون، سيما وأن هذه المثبطات مثلت تطوراً مهماً في علاج هذا النوع من السرطانات. نحن سعداء بموافقة وزارة الصحة على هذا العقار وتوفيره بالمملكة ومع ذلك، ماتزال هناك بعض التحديات على صعيد وضعها محل التطبيق السريري والاستفادة منها بصورة كاملة بسبب نقص طرق التنبؤ الحيوية القادرة على تحديد فئة المريضات اللاتي يمكنهن الاستفادة أكثر من غيرهن من تلك المثبطات»
وأضاف الدكتور عمرو صالح، المدير العام لشركة نوفارتس للأورام بأن رؤية والتزام الشركة تجاه المرضى ومقدمي الرعاية الصحية هو ما يحدد لنا ما يتوقعه كل من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية من الشركة، لاعتقادنا بأن الفهم الواضح لاحتياجات المرضى من شأنه أن يسمح لنا بإنتاج أدوية أفضل ودعم جهود العاملين في القطاع الطبي.
إطلاق عقار جديد لعلاج مريضات سرطان الثدي المتقدم
- أخبار
- سيدتي - رباز حجير
- 01 أبريل 2018