وصل التطور التكنلوجي إلى "جواربنــــا"، فصار بإمكاننا أن نرتدي جوارب "ذكيـــــة" بدلاً من تلك القديمة، جوارب تتصل بأجهزتنا المحمولة، ولها العديد من الفوائد الصحية المذهلة.
ومن أكثر الأشخاص الذين عليهم أن يشعروا بالسعادة، أو أن يهمهم هذا الخبر على أقل تقدير، هم المصابون بـ"داء السكري"، وذلك لأنهم في الغالب ما يعنانون من جروح الأقدام التي تصيب المرضى بما يُسمى "متلازمة داء السكري"، لأن هذه الجروح تعتبر من التحديات الكبيرة التي يواجهها المرضى والأطباء في سبيل علاجها، إذ أن أقدام المصابين بـ"السكري" تفقد حساسيتها، وهم الأكثر عرضة للإصابات، حتى أنهم لا يشعرون بها أحياناً، ولأن هذه الجروح صعبة الإلتئام وتأخذ وقتاً طويلاً بالشفاء، فعليهم أن يفرحوا لهذا الخبر.
وتعتبر هذه الجوارب الذكية الجديدة التي ابتكرها عدد من العلماء في شركة "سيرين Siren" مخصصة لهؤلاء المصابين بمرض "السكري"، حيث أنها مزودة بأجهزة استشعار دقيقية موجودة في نسيجها، تعمل هذه الأجهزة على مراقبة حرارة القدمين بشكل مستمر، وذلك عبر 6 نقاط موزعة في أماكن مختلفة على الجوارب، وتقرأ هذه النقاط حرارة القدمين لتكتشف بداية وجود أي التهاب في الجسم، من تلك التي تسبق التقرحات وغيرها.
وتقوم أجهزة الإستشعار الصغيرة الموجودة في هذه الجوارب الذكية، بإرسال إشارات من خلال تطبيق "البلوتوث" على أجهزة الهاتف المحمولة الحديثة، إلى تطبيق آخر يتم تنزيله على الهواتف، وتمكن هذه الأشارات مرضى السكري من المعرفة بوجود أي جرح وإصابة بشكل فوري، قبل أن تتفاقم وتصبح صعبة العلاج، وهذا ليس كل شي، ففي حالة عدم وجود هاتف ذكي لدى المريض، يمكن لهذا الجهاز القيام بإرسال الإشارة عبر صفارة إنذار خاصة.
وأكد العلماء الذين ابتكروا هذه الجوارب، بأنه من الممكن غسلها مثل الجوارب العادية الأخرى، ولذلك لأن الأجهزة التي فيها، تصبح نشطة فقط عند ارتدائها، الأمر الذي من المؤكد سيخلصها من أي روائح كريهة دون أن تتضرر بسبب الماء، وأضاف العلماء، بأن هذه الجوارب تحتوي على بطاريات يمكن لها أن تصمد لخمسة أشهر كاملة قبل أن تنفذ طاقتها، إضافة إلى ذلك فهي رخيصة الثمن، إذ يلبغ ثمن الزوج الواحد منها أقل من 20 دولاراً أمريكياً.
ومن الجدير بالذكر أن لمرض السكري عواقب وخيمة على صحة الإنسان، حيث أنه يتسبب باضطرابات في عمل جهاز الـ"بنكرياس" في الجسد، كما أنه يلحق الضرر بكل من "الكلى والجهاز العصبي والقلب"، بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً من أنه يسبب جروحاً في القدم لا يمكن لها أن تلتئم.
ويشار إلى أن الأطباء والباحثين لم يتمكنوا حتى هذه اللحظة من ابتكار علاجات دائمة لمرض السكري، قد تستطيع أن تقضي عليه نهائياً، ولكن كل ما توصوا إليه هو علاجات تمكن المريض من أن يتعايش مع مرضه دون أن تسوء حالته بشكل خطير، ويذكر أيضاً أن هذا المرض، هو من أكثر الأمراض انتشاراً في جميع دول ومناطق العالم، ومن الممكن له أن يكون وراثياً.
الموضوع السابق
الموضوع التالى
